إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تشمل الدراسات السياسية والاجتماعية، والرواية، ومؤلّفات في التاريخ واللغة وغيرها.

■ ■ ■

أوصلت المجازر الإسرائيلية في غزّة الإبادة البشرية والمادّية في فلسطين إلى مستويات غير مسبوقة، ولا يستطيع أحد اليوم أن يتذرّع بعبارة "لم نكن نعرف"، حيث ما زالت عوامل الاحتلال والاستيطان والتطهير العرقي تُشكّل النكبةَ الفلسطينية؛ وهي صدمة متواصلة تضع الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 في حاضر دائم من العنف والسلب. تتعمّق المترجمة والباحثة الإسبانية لوز غوميز في كتابها "فلسطين: وراثة المستقبل"، الصادر عن دار "كاتاراتا"، في التاريخ الاجتماعي والسياسي لفلسطين لتشرح الظروف المادّية وغير المادّية التي تضمن استمرارها في الوجود.

"سمك ميّت يتنفّس قشور الليمون"، عنوان رواية للكاتب السوري خالد خليفة (1964 - 2023)، تصدر هذه الأيام عن "دار نوفل". هذه آخر رواية كتبها خليفة، وتُنشر بعد سنة من رحيله، وفيها يتحدّث عن مدينة اللاذقية السورية، بشوارعها وأزقّتها ومعالمها التي شوّه معظمَها الفساد الإداري وصفقات المقاولين، وينعى المدينة من خلال موت أحلام شبابها، وهُم شلّة موسيقيّين وشعراء وراقصة حاولوا إعادة بثّ الحياة في المدينة، لكن "لا أحلامهم الموسيقية تحقّقت، ولا قصص حُبّهم عاشت، ولا أفضى مستقبلهم إلى الإنجازات التي تمنّوها"، مثلما نقرأ في نبذة الكتاب.

بترجمة عمار الثويني، صدرت عن "دار المحيط للنشر" الطبعة العربية من كتاب "العرب وممالك ما قبل الإسلام"، بتحرير كريغ فيشر. يُضيء الكتاب تاريخ العرب منذ القرن الثامن قبل الميلاد حتى القرن السابع الميلادي، بالاعتماد على المصادر اليونانية واللاتينية والسريانية التي تعكس تنوّعاً في نظرة المؤرّخين القدماء لشبه الجزيرة العربية، وتراوح بين العِداء المُطلق والقراءة المتضمّنة شيئاً من الإنصاف بالحديث عن البيئات الاجتماعية والسياسية، وهو ما يجعل إرساء تفسير متوازن لتاريخ شبه الجزيرة في تلك الفترة تحدّياً صعباً تشوبه تفسيرات مركّبة.

عن "مركز دراسات الوحدة العربية"، صدر كتاب "مشاريع الطاقة الإسرائيلية في شرق المتوسّط وتحدّيات الأمن القومي العربي" للباحث الفلسطيني عبد الله مصطفى المعلواني. يتناول الكتاب الأطر النظرية والعملية للتفاعلات الدولية في منطقة شرق المتوسّط، ويحلّل الأحداث التي أعادت رسم خريطتها الجيوسياسية، وفتحت المجال أمام دمج "إسرائيل" وتعظيم مكانتها على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والحقوق العربية في شرق المتوسّط، كما يبيّن محاولات الهيمنة الإسرائيلية على صناعة الطاقة وتحدّيات هذه الصناعة أمام الأمن القومي العربي.

في كتابه "غزّة قبل السابع من أكتوبر"، الصادر بالفرنسية عن "منشورات بوريل"، يستعيد الصحافي الاستقصائي الكندي غيوم لافالي الوضع في غزّة قبل ذلك التاريخ، قارئاً المُسبّبات العميقة للعملية العسكرية التي قادتها "حركة حماس" صبيحة ذلك اليوم من العام الماضي، والتي ردّت عليها "إسرائيل" بحرب إبادة شاملة ما زالت مستمرّة إلى اليوم. يتحرّك مُراسل وكالة "فرانس برس" وصاحب كتاب "في بطن السودان" (2012)، في تحليله وفق أُطر تاريخية؛ من حصار قطاع غزة منذ عام 2006، إلى إعلان مشروع الاستعمار الاستيطاني لفلسطين إثر نكبة 1948. 

يقارب الباحث السوري أحمد محمد قدور في كتابه "مطالعات في الدرس الصوتي"، الصادر عن "دار نينوى"، مسائل صوتية هامة في سبع مطالعات علميّة تهدف لتأريخ الدّرس الصّوتي وتجديده. وفي ظل الحاجة الماسة لإنشاء علم للأصوات العربية في ضوء المعارف الحديثة، يحاول الباحث أن يغوص في أصول هذا المجال الذي له أصوله الممتدّة في تيارات الثّقافة الإسلاميّة، ولا سيّما النّحو والصّرف، لكنه ما زال يفتقر إلى الاستقلال المعرفي. ولا يقلّل ذلك من شأن الجوانب الصّوتيّة التي حفلت بها مصادر العلوم على اختلافها، كعلوم اللغة والتّجويد والطّب والتّعمية.

يقدّم كتاب "أرخبيلات معرفية في الترجمة"، الصادر عن "دار خطوط" للباحث المغربي عبد النور خرافي، أفكاراً وتصورات أثّثت المشهد المعرفي في مجال الترجمة؛ فهو يعرض إلى التوجّس من الخوض في الترجمة أساساً، لما يحمل ذلك من مخاطر على الهوية، ويبحث في مزالق الترجمة الدينية وتجلياتها في مسألة المثاقفة؛ كما يرصد العلاقة القائمة بين الترجمة والتنمية، والخطاب البيداغوجي؛ لينتهي إلى مناقشة الترجمة الآلية، الموضوع الفتي الذي لم ينَل حظّه من الاهتمام بعد ومدى تأثيرها على جودة النصوص المُترجمة والفرق بينها وبين الترجمة التقليدية.

بتوقيع محمد نجيب، صدرت عن "منشورات نادي الكتاب" ترجمة رواية "لو اختفت القطط من العالم" للكاتب الياباني جينكي كاوامورا. يروي العمل قصّة شاب يعمل ساعيَ بريد ويعيش بمفرده مع قطّه بعد انفصاله عن حبيبته ووفاة أمه والقطيعة بينه وبين أبيه. يجد الشاب صعوبةً في تقبُّل حقيقة إصابته بالسرطان وأنّ أيامه باتت معدودة، لكن الشيطان يتجسّد أمامه ويعرض عليه إضافة يومٍ إلى حياته كلّما اختفى شيء من العالم. ومع بدء اختفاء الأشياء، يدخل الشاب في اختبار وجودي يُغيّر نظرته إلى جوهر الحياة، ويجعله يعيد اكتشاف المهمّ فيها ويتصالح مع ذاته وحياته.

"صاحبة الجلالة لا تمسح البلاط"، عنوان كتاب الصحافي المصري أسامة الرحيمي (1964)، الصادر عن "دار إشراقة"، وفيه ينطلق الكاتب من مبدأ أنّ الصحافة هي مهمّة القابضين على الجَمر، وأنّ هذا المجال لا يخلو من محاولات استكمال بنائه رغم ما يعتريه من انهيارات هُنا وهناك، ومن دون الاضطرار لمسح أيّ بلاط. صدرت للرحيمي مؤلّفات عديدة في الكتابة الإبداعية والحوارات الصحافية، منها: "بوح المُبدعين" (2019)، و"صباح الخير يا مُنى" (بالشراكة مع زوجته الكاتبة منى الشيمي، 2020)، و"طباطيب العِبر: حكايات أدبية من الدراكسة" (2021).

كتب

التحديثات الحية

إصدارات.. نظرة أولى