في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من زوايا الشعر والقانون الدّولي والأبحاث الاجتماعية ودراسات الإبادة والفصل العنصري، كما تشمل مؤلّفات في التاريخ والرّواية وحول الذكاء الاصطناعي.
عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "الحلم المُحبَط - في الهوية والدولة والحداثة" للباحث الفلسطيني محمد حافظ يعقوب. يلفت المؤلّف إلى أن التزمّت الهوياتي (العنصرية) واستفحاله في العقدين الأخيرين ناجمان عن تلاقي سيرورتين تاريخيتين، هما: وَهَن الحداثة وتعثّر خطابها وخبوّ دورها المركزي وتراجع طاقة الدولة القومية الحديثة في الدمج الاجتماعي وتكلّس دولة الرفاه من جهة، ومن جهة أُخرى اندحار العولمة عن طوباويتها وغُدُوّها أشبه بقطار يقوده سائق أرعن يلفظ ركّابَه بعد أن يجرّدهم من متاعهم وأرواحهم.
عن دار Vaso Roto في إسبانيا والمكسيك، صدرت طبعة جديدة مزدوجة اللغة (عربية/ إسبانية) من ديوان "استيقظنا مرّةً في الجنّة" للزميل الشاعر الفلسطيني نجوان درويش بعنوان Nada más que perder (لم يعد هناك ما نخسره) وترجمة خوان خوسيه فيليز أوتيرو. يقع الكتاب في 220 صفحة وسبعة فصول تتوزّع على العناوين التالية: "لَيْسَ مِنْ مكانٍ"، "ثلاثة مسامير"، "إِنّه وغدٌ آخر"، "حياة في شارع الجَبَل"، "ارجع معي إِلى القدس"، "في نيل النّاس"، "القصّة كلُّها مُفبرَكة". يذكر أن العمل هو الكتاب الخامس للشاعر باللغة الإسبانية.
"العدالة للبعض: القانون والقضية الفلسطينية"، عنوان الطبعة العربية من كتاب الباحثة نورا عريقات، الصادرة عن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية"، بتوقيع المُترجِمة صفاء كنج. يتناول الكتاب نضال الشعب الفلسطيني في سبيل الحرّية، من خلال سرد العلاقة بين القانون الدولي والسياسة في خمسة منعطفات تاريخية تمتدّ بين 1917 و2017. ترى الباحثة أنّ القانون الدولي أمرٌ سياسي، وإذا كان له أن يساهم في مجال تحرير الإنسان، فعليه أن يُستخدم لخدمة برنامج سياسي يرمي إلى تحدّي النظام الجيوسياسي العالمي. ويتابع الكتاب هذه الحجّة من خلال التحرّي عن موازين القوى الجيوسياسية والسياق التاريخي.
"أحلام جنوب أفريقيا: علماء الأعراق والفصل العنصري في ناميبيا"، عنوان الطبعة الثانية من كتاب الباحث الأميركي روبرت جي.غوردون الصادر عن "منشورات بيرغان". يعود المؤلّف إلى الستينيات حيث كانت دولة نامبيبا تقع تحت احتلال نظام جنوب أفريقيا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، والذي كان يختبر فيها سياساته العنصرية على شعبها عبر القوانين ضدّ كلّ حركات المقاومة التي طالبت بالاستقلال، وكيفية تأصيل هذه الممارسات من قبل بعض علماء الأنثروبولوجيا الذين دعموا الاحتلال، وقدّموا تنظيرات حول الفصل العنصري تبرّر استعباد السود.
لمجموعة من الباحثات والباحثين العرب، وبتحرير ماريز يونس وجيلالي المستاري، صدر عن "الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية" (إيناس) كتابٌ بعنوان "الحرب على غزّة وسؤال القِيم الإنسانية اليوم"، ويضمّ أوراقاً مكثّفة تنطلق من مداخل مختلفة؛ فلسفية وأخلاقية وسوسيولوجية وأنثروبولوجية وقانونية وسياسية لقراءة العدوان الصهيوني الإبادي على غزّة. من المشاركين: ساري حنفي، وأباهر السقّا، ومحسن بوعزيزي، ورانيا الغويل، ولينا جزراوي، ونزيهة السعداوي، وكمال مغيث، وأمل الجربي، وروزا محجوب، وأمل عواودة، وماجدة عُمر، ومحمد زهوة.
عن "منشورات بلوتو"، صدر كتاب "مختبرات التعلّم.. الحركات الاجتماعية والتعليم وصُنع المعرفة في الجنوب العالمي" للباحثِين: ماريو نوفيلي وبيرغول كوتان وباتريك كين وعدنان سيليك وتيجندرا فيرالي وسارانل بنيامين. يناقش الكتاب الدور الذي تلعبة الحركات الاجتماعية في المجتمعات المهمّشة من خلال دفاعها عن حقوقها الأساسية في التعليم والصحّة والسكن والحياة والكرامة والمساواة أمام القانون، وغالباً ما تقاتل ضدّ قمع الدولة وعنفها، وكيف أن التعلّم يشكّل قلب النضال من أجل العدالة الاجتماعية العالمية، وهي تقدّم في هذ السياق رؤى مبتكرة.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، شهد جبل حوران، جنوبيّ سورية، انتفاضةً فلّاحية ضدّ نظام الإقطاع المحلّي، تأثُّراً بتحرُّكات العامّة في جبل لبنان. مرَّت هذه الانتفاضة بمراحل مختلفة تبدّلت فيها أدوار بعض الفاعلين الاجتماعيّين، فمَن ساهم بإزاحة الوَجاهات الإقطاعية القديمة، عادَ ليُسيم الفلّاحين مُجدّداً وجوهاً من الظلم لا تقلّ سوءاً عن الأُولى. هذا ما يبحثه نبيه القاضي في كتابه "انتفاضة العامّية في جبل حوران (الدروز): منذ إعادة إعماره إلى العام 1891"، الصادر عن "دار دلمون الجديدة"، بمراجعة وتقديم فندي أبو فخر.
عن "مركز دراسات الوحدة العربية"، صدر كتاب "زمن الذكاء الاصطناعي: حوار ساخن بين إنسان آلي وإنسان عضوي". في تسعة فصول، يستشرف سعد محيو ملامح ما يسمّيه "عصر الذكاء الاصطناعي الثاني"، والتي يقول إنّها لن تقلّ عن كونها قطيعةً كاملة مع الحياة التي اعتادها البشر في كلّ المجالات: في العلوم والفلسفة والبيئة، متطرّقاً إلى مخاطر تحالُف الرأسماليّين المُسيطرين على مفاتيح التكنولوجيا مع الذكاء الاصطناعي، لا لتحويل أنفسهم إلى "آلهة" أو "فراعنة جُدد" فقط، مثلما يقول، بل لتأسيس ما يمكن أن يكون أعتى دكتاتورية عِلمية وطبقية في التاريخ.
"المسيح الأندلسي"، عنوان رواية جديدة للكاتب والباحث السوري الفلسطيني تيسير خلف، صدرت عن "منشورات المتوسّط". يُغطّي العمل جانباً من التاريخ الإسلامي في الأندلس بعد سقوطها؛ حيث تمّ إجبار المسلمين على اعتناق المسيحية، ثمّ مراقبتهم، عبر محاكم التفتيش، لمعرفة "صدق مسيحيتهم". تتّخذ الرواية من عام 1592 نقطة انطلاق لها؛ حيث تجري محاكمة إحدى السيّدات الموريسكيات وقتلها، فيسعى ابنُها الإسباني المسيحي خوسيوس غونثالث، الذي سنعرف أنّه عربي مسلم اسمه عيسى بن محمّد، للكشف عن السبب الحقيقي لقتلها، بعيداً عن السبب الذي ذكرته المحكمة التي أصدرت الحكم.