في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السوسيولوجية والفكرية والتاريخية ودراسات الذاكرة والسيرة الذاتية والرواية.
■ ■ ■
عن "دار الرافدين"، صدرت الترجمة العربية لرواية "الهروب إلى سمرقند" للشاعر والروائي المغربي عبد اللطيف اللَّعبي (1942)، بتوقيع أنطوان جوكي. في هذا العمل، المستوحى من سيرته الذاتية والذي صدر باللغة الفرنسية عام 2021، يروي اللعبي حكاية رجُل اسمُه بارْد، مُتتبّعاً سيرته منذ الأزمنة البعيدة وحتى الحاضر؛ مع انتشار جائحة كورونا، مُتسائلاً عن جدوى الكتابة في مواجهة الحروب والأوبئة. يتفحّص اللَّعبي، كما نقرأ على غلاف الكتاب، "الإنسانيةَ الكامنة داخله. طُموحُه: عدم إخفاء أيّ شيء، عدم تجنُّب أي شيء، بدءاً بنفسه".
ضمن سلسلة "أطروحات الدكتوراه" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "صناعة الانتماء: دراسة في ملكية الأرض في المجتمع الصحراوي (أيت أوسى 1600 - 1958)" للأكاديمي والباحث سالم وكاري، بتقديم عبد الكريم مدون. يدرس العمل علاقة مجتمع أيت أوسى الصحراوي في المغرب بالأرض، طارحاً أسئلة ترتبط بالكيفية التي جرى بها تدبير المجال واستعماله، وذلك عبر ثلاثة مستويات: المادّي التقني، والعلائقي الاجتماعي، والرمزي الثقافي. ليخلص إلى أنّ الأرض شكلت المحدِّد لهوية أيت أوسى والمحرّك الفاعل في ديناميتها الاجتماعية.
صدرت عن "دار صفحة سبعة" النسخة العربية من كتاب "من حرب إلى أُخرى: من حرب 1940 إلى حرب أوكرانيا"، لعالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران، بترجمة علي يوسف أسعد. يُشير المؤلّف إلى أنّ أوروبا اليوم تعيش على وقع حروبٍ افتعلتها بنفسها عقب الحرب العالمية الثانية، وهي بحاجة إلى مُنقذ يُنقذها من أوهامها. يُحلّل موران كيف تحوَلت أوكرانيا إلى ساحة حرب بالوكالة، وكيف أنّ الغرب هو من يقود هذه الحرب، وهو من يملك حلول إيقافها، كما يستعرض جملةً من المواقف والاستراتيجيات التي يرى أنّها قادرة على إنهاء جزء من الصراعات الإنسانية.
"نيتشه في إيطاليا" عنوان النسخة الإنكليزية من كتاب الباحث السويسري غاي دي بورتاليس، والتي صدرَت عن "منشورات بوشكين" بترجمة ويل ستون. يستعرض الكتاب رحلة الفيلسوف الألماني (1844 - 1900) إلى إيطاليا لأوّل مرّة سنة 1876؛ حيث افتتن بطبيعتها ومناخها، ما جعله يزورها لفترات طويلة بانتظام، ألّف خلالها عدداً من كُتبه؛ مثل: "هكذا تكلّم زرادشت"، ولكنّه أيضاً عاش فيها بداية فصول حياته المأساوية مع إصابته بانهيار عقلي خلال إقامته في مدينة تورين الإيطالية، فتسبّب باضطرابات عامّة دفعت إلى تدخُّل الشرطة وإرساله إلى عيادة للأمراض النفسية.
عن "الهيئة المصرية العامّة للكتاب"، صدر كتاب "القضاء في الهند الإسلامية.. عصر سلاطين دهلي" للباحث محمود مرعي خلاف، وتقديم أحمد زكريا الشلق. يدرس العمل منظومة العدالة التي أقرّتها مملكة دهلي منذ تأسيسها في القرن الثالث عشر، حيث تمتّعت بحُكم مستقلّ رغم اعترافها بنوع من السيادة الروحية للدولة العباسية، مُستنِداً إلى بعض نصوص الشريعة والقوانين المدنية التي مارستها إدارة قضائية حكيمة وحازمة حافظت على كيان السلطنة الإسلامية، وهي لا تقلّ أهميةً عن القوّة العسكرية التي أنشأتها خلال ما يزيد عن ثلاثة قرون.
بترجمة مصطفى سمير عبد الرحيم، صدرت عن دارَي "ابن النديم" و"الروافد الثقافية" النسخةُ العربية من الكتاب الجماعي "مرجع روتلدج في فلسفة الذاكرة"، من تحرير كوركين ميكيليان وسفين بيرنيكر. يقترح العمل بانوراما شبه شاملة لدراسات الذاكرة في حقول معرفية مختلفة: من أولياتها البيولوجية والفيزيولوجية إلى دورها في الفهم وإعطاء المعنى، مروراً بعلاقتها بالأخلاق والزمن والذات، كما يتوقّف عند كيفية دراسة الذاكرة، بين فلسفة وأبستمولوجيا خاصّتين بها، إضافة إلى تعريجه على فهمها ضمن حقل البحث النفسي وعلم الاجتماع.
"تاريخ وفلسفة الرياضيات في حوض المتوسّط" عنوان كتاب جماعي صدر بالفرنسية عن "منشورات بروفونس الجامعية"، بتحرير فيليب أبغرال. يضمّ الكتاب دراسات تبحث في الرياضيات القديمة، ومقالات حول موضوعات مثل علم وجهة النظر عند إقليدس، ومفارقات زينون وطابعها غير المتأثّر بمرور الزمن، كما نقرأ عدداً من المقالات حول اشتغالات علماء ورياضيّين عرب. ومن ذلك، مثلاً، محاولةٌ لإعادة فهم علم الجبر عند الخوارزمي انطلاقاً من مفاهيم القواعد اللغوية التوليدية، وقراءةٌ في أعمال أبي بكر الكرجي للتأمُّل في كيفية تعامله مع مفهوم البرهنة الرياضية.
بترجمة عادل قرامي، صدر عن "دار مسكيلياني" كتاب "في كلّ امرأة أسطورة: إطلالةٌ على أعماق النساء" للكاتبة والطبيبة النفسية الأميركية جين شينودا بولين. ترى المُؤلِّفة أنّ لكلّ امرأة دور بطولة تؤدّيه في كامل أطوار حياتها، مُضيفةً أنّها انتبهت، من خلال استماعها إلى مئات من القصص الشخصية التي روتها لها نساء، من موقع عملها، إلى حقيقة مفادُها أنّ "كلّ حكاية منها تنطوي على أبعاد أسطورية تُشكّل ملامحها"، وأنّ التماسهنّ العون النفسي هو "برهان على سعيهن إلى أن يُصبحن بطلات أو شخصيات رئيسية أكثر تأثيراً في حياتهن الخاصّة".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
