في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفلسفية والرياضيات والنقد الأدبي وعلم الاقتصاد والعمارة وعلم الاجتماع والشعر والترجمة.
■ ■ ■
ضمن "سلسلة أطروحات الدكتوراه" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "التلقّي في التراث الفكري العربي" للباحث خالد عبد الرؤوف الجبر. يناقش المؤلّف أطراف عملية الإبداع: المُبْدِع والنص والمتلقّي، ويقدّم خلاصة ما اشتمل عليه التراث الفكري العربي في إنتاج المعنى، وطُرق التلقّي واتجاهاته، وجدلية العلاقة بين الإبداع والتلقّي، عبر معاينة نصوص تنتمي إلى حقول متعدّدة من الأدب والنقد والبلاغة إلى الفلسفة والكلام والفقه والتفسير، تُضيء تباين الاتجاهات في عملية تلقيّها كما توضّحها المصادر التاريخية.
"حيث الليل أكثر من غياب الشمس" عنوان مؤلَّفٍ للشاعر والناقد والمخرج العُماني عبد الله حبيب، صدر عن "دار الرافدين" بالاشتراك مع "الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء"، ويضمّ قسمين: "قراءات"، يحلّل فيه تجارب سينمائية بارزة، مثل فيلم "الأرض الصفراء" لـ تْشِن كايغ، و"راشومون" لـ كوراساوا، إلى جانب مقالات "شِعريات سينما نِكُلَس رَيي" و"أفلام الغرب الأميركي" وكذلك "تفكُّرات حول جذور السينما ومستقبلها". أمّا الثاني، "شهادة"، فيضمّ نصّاً يعود فيه حبيب إلى تجربته، وتحديداً إلى شريطه "أصابع: فيلمٌ شخصيّ" (2019).
للباحثَين هانز راديماشر وأوتو توبليتز، صدر كتاب "متعة الرياضيات" عن "منشورات جامعة برنستون". يناقش المؤلّفان تاريخ العديد من المشكلات الرياضية التي ظهرت خلال آلاف السنين من عمر الحضارات الإنسانية، ويشرحان ما وراء هذه المشاكل وظهور كلّ منها وكيفية حلّها، وما أنتجته من مفاهيم مؤسّسة ساهمت في تطوير بقية العلوم مثل: الألوان الأربعة الأساسية، ونظرية المجموعات، ونظرية الحساب، وأعداد فيثاغورس، وتقريب الأعداد غير النسبية بواسطة الأعداد النسبية، وخاصية الدائرة، والكسور العشرية الدورية، والمجسّمات المنتظمة.
بترجمة محمد بنّيس، صدر عن "دار توبقال" كتاب "نجمة نائية ونصوص شعرية أُخرى" للشاعر المغربي مصطفى النيسابوري (1943)، متضمّناً مختارات من مجموعات مختلفة للنيسابوري الذي كتب بنّيس في تقديمه، أنّه "بنى شعريته الخاصّة، منذ عمله المرجعي 'الليلة الثانية بعد الألف'، الذي صدر سنة 1975، ولقي صدى واسعاً في أوساط الدارسين والباحثين لأنه شكّل، بطريقته الجديدة في الكتابة، منعطفاً جذرياً في الأدب المكتوب بالفرنسية في المغرب"، مُضيفاً أنّ أعمال النيسابوري "ذات نفَس مستمرّ، مما يسمح بالنظر إليها كعمل (أو كتاب) واحد".
عن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية"، صدر كتاب "كنيسة المهد في بيت لحم أقدم كنائس فلسطين: دراسة في العمارة والفنون والتاريخ والتراث" للباحث الفلسطيني نظمي الجعبة. يتناول العمل مجمل تاريخ الكنيسة الروحي والمعماري والفنّي، ويتتبّع مختلف المراحل التي مرّت بها، كما يقدّم وصفاً لزخارفها ومعانيها، وكذلك أعمال الترميم التي شهدتها مؤخّراً. تُعدّ كنيسة المهد أقدم كنائس فلسطين والعالم، إذ حافظت على شكلها لمدّة تزيد على أربعة عشر قرناً، ويمثّل تتبّع تاريخها إضاءة على جزء مهمّ من تاريخ وتراث المسيحية في المشرق.
عن "منشورات غاليمار" في باريس، صدرت للباحثة الفرنسية دومينيك شنابر طبعةٌ جديدة من كتاب "العلاقة مع الآخَر: في قلب الفكر السوسيولوجي". يناقش العمل النحو الذي عالجت به خلاله مدارس عِلم الاجتماع العربية مسألة العلاقة بالآخر والمختلف، بدءاً من نظريات الفرنسي إميل دوركهايم والألماني ماكس فيبر، مروراً بالفكر الاجتماعي الإنكليزي ووصولاً إلى علم الاجتماع الأميركي كما تجلّى لدى باحثي "مدرسة شيكاغو". وبهذا، فإن المؤلَّف يمثّل مدخلاً موضوعاتيا - عبر ثيمة العلاقة بين الأنا والآخر - إلى تاريخ علم الاجتماع نفسه.
بترجمة علي الغفاري، صدرت عن "المركز القومي للترجمة" في القاهرة النسخة العربية من كتاب "المشاعر السياسية: لماذا الحبّ مهمٌّ لتحقيق العدالة" للأكاديمية الأميركية مارثا نوسباوم. تدافع المؤلّفة عن ضرورة إيجاد أنظمة تعليمية من شأنها العمل على أخلاق المواطنين وتعزيز عدد من المبادئ لديهم منذ الصغر، مثل التعاطف والانفتاح على الآخرين، وهو بحسبها شرط أساسي للخروج من الفردانية والتمييز الاجتماعي. ولهذا، فهي تدعو الدول والسلطات الحاكمة إلى أن تأخذ بعين الاعتبار مبادئ علم النفس، وأن تعتمد عليها في نظرتها التعليمية.
"قاهرة المماليك: من العمارة الإسلامية إلى البحث عن هوية وطنية مصرية" عنوان الكتاب الصادر للباحثة المصرية رضوى زكي عن "دار نهضة مصر". يتناول العمل المكوّن من أحد عشر فصلاً العمارة المملوكية، ودورها في إعطاء القاهرة ملامحها العمرانية الأساسية حتى يومنا هذا، والتي استمرّت بعد دخول جيش السلطان العثماني سليم الأوّل إلى المدينة عام 1517. كما تُبيّن الباحثة استمرار هذا النمط أثناء حكم محمد علي باشا في مطلع القرن التاسع عشر، وصولاً إلى مشروع الخديوي إسماعيل العمراني، الذي سعى فيه لأن تكون القاهرة "باريس الشرق".
للباحث الفرنسي جان مارك دانيال، تصدر هذه الأيام، عن "دار الساقي"، النسخة العربية من كتاب "تاريخ الاقتصاد العالمي"، بتوقيع المترجم جلال بدلة. الكتاب عبارة عن رواية للتاريخ الاقتصادي للعالم، منذ أصل الحضارات حتى العقود الأولى من القرن الحادي والعشرين، تغطّي المساحة الممتدّة من الصين إلى أوروبا مروراً بأفريقيا وأميركا. يحلّل الباحث تطوّر النظريات الاقتصادية، كما يستعرض العواقب الناجمة عن إجراءات البيروقراطيين والتكنوقراطيين، ممّن يعملون على حساب القيمة التي يخلقها المنتجون: عمّالاً ومزارعين وسواهم.
عن "دار المدى"، صدر كتاب "اليانصيب وقصصٌ أُخرى"، والذي يضمّ قصصاً قصيرة للكتابة الأميركية شيرلي جاكسون (1916 - 1965) بترجمة زياد عبدالله. تدور القصص، كما نقرأ في مقدّمة المُترجِم، بين أربعة جدران؛ في شقّة أو مكتب أو مطعم في نيويورك، أو في مطابخ أمّهات ريفيات، أو انتقلن من المدينة إلى الريف، مُضيفاً: "إنّها قصصٌ قد تصبح فيها امرأةٌ عاجزةً عن العودة إلى شقّتها التي لا يفصلها عنها سوى ممرّ مشاة، ولا شيء يعيقها سوى ذاتها". ألّفت جاكسون أكثر من مئتي قصّة قصيرة، وستّ روايات، إلى جانب مئات الرسائل التي كتبتها لأمّها.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
