في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين السيرة الذاتية والشعر وكرة القدم والطب والدراسات السياسية والسوسيولوجية والاقتصادية والثقافية.
■ ■ ■
ضمن "سلسلة ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدرَت النسخة العربية من كتاب "أوكرانيا وروسيا: من طلاق متحضّر إلى حرب همجية" للباحث الأميركي بول دانييري، بترجمة يزن الحاج. يستكشف العمل الديناميات داخل أوكرانيا، وبين أوكرانيا وروسيا، وبين روسيا والغرب، والتي ظهرت مع انهيار الاتحاد السوفييتي وأدّت إلى الحرب عام 2014. واستناداً إلى التسلسل الزمني، يوضّح الكتاب أنّ انفصال أوكرانيا عن روسيا عام 1991، والذي سُمّي في ذلك الوقت "الطلاق الحضاري"، قد أدّى إلى ما يسمّيه كثيرون الآن "الحرب الباردة الجديدة".
عن "دار الجديد"، صدر كتابٌ جديد بعنوان "الثورة السورية وبيئتُها الدولية" للكاتب والسياسي السوري ميشيل كيلو، الذي رحل عن عالمنا العام الماضي (1940 - 2021). يضمّ العمل مقالات كتبها كيلو بين عامَي 2011 و2020، وفيها يُحلّل أوضاع الثورة في بلاده والتدخّلات الخارجية؛ حيث يُخصّص القسم الأكبر من مقالاته لتحليل الموقف الأميركي من الثورة، وتدخُّل روسيا بشكل مباشر، عسكرياً وسياسياً، إلى جانب النظام السوري، ومعها إيران؛ كما يُعالج مواقف العديد من البلدان من المسألة السورية، مثل دول الاتحاد الأوروبي وتركيا.
"الكينونة المعتمة" عنوان كتاب لأحمد برقاوي صدر عن "بيت الفلسفة". يعرّف أستاذ الفلسفة الكينونةَ بأنّها الذات في تعيُّناتها المختلفة والمتعدّدة، بينما الكينونة المعتمة هي الذات في تعيُّنها الشرير. نقرأ من الكتاب: "لا معنى للكينونة إلّا المعنى الذي نخلعه عليها؛ فالحُبّ والكره والمهنة، وكلّ ما يفيض عن الإنسان من سلوك ووعي مرتبطٌ ارتباطاً شديداً بالمعنى الذي خلعْته على حياتك، وعلى الحياة بعامّة، وكلّ تأفُّف ورفض وتمرُّد وقتل وتعبيرات، ليس سوى التعبير العملي والمعنوي عن اعتقادك بأنّ هناك خرقاً للمعنى الذي صيغ للحياة".
صدر عن "منشورات سكريبنر" كتاب "أغنية الخلية: استكشاف الطب والإنسان الجديد" للطبيب وعالم الأحياء الهندي الأميركي سيدهارتا موخيرجي. يعود العمل إلى أواخر القرن الرابع عشر، عندما اكتشف روبرت هوك وأنتوني فان ليوينهوك لأوّل مرّة وحدات صغيرة قائمة بذاتها وذاتية التنظيم داخل الكائنات الحيّة سُمّيت لاحقاً بالخلايا، وأدّى ذلك إلى إعادة تأطير جسم الإنسان بوصفه نظاماً بيئياً خلوياً، ما سيساهم في ولادة نوع جديد من الطب يعتمد على التلاعب بالخلايا، وفهم الفيروسات باعتبارها نتاج نظام خلوي يعمل بشكل غير طبيعي.
"ما أجمل العيش من دون ثقافة: الثقافة كمُضادّ لأخطار الحماقة" عنوان كتاب للأكاديمي والناقد الإسباني ثيسار أنطونيو مولينا، صدرت نسختُه العربية لدى "منشورات تكوين" بتوقيع حسني مليطات. يبحث المؤلّف في الدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة، بما فيها من فنّ وأدب وقراءة وكتابة، في مساعدة الإنسان على الوقوف في نمط الحياة المعاصر، الذي تحتلّه الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، وتتصاعد فيه الشعبوية السياسية والأخبار الكاذبة والمتطرّفة، وأيديولوجيات السعادة والحرّية التي كثيراً ما تكون وهمية وعابرة.
بتوقيع الأكاديمية والمترجمة المغربية سناء درغموني، صدرت، عن دار "دي فيليتشي"، ترجمةٌ إيطالية لمجموعة "مِن سيرة الأيام الضائعة" للشاعرة الليبية سميرة البوزيدي. يضمّ الكتاب قصائدَ مختارة للشاعرة، مسبوقةً بتقديم للكاتب الليبي سالم العوكلي، نقرأ منه: "منذ بداياتها، لفتت قصائد الشاعرة متابعي سيرة القصيدة الليبية التي مرّت بمراحل عدّة، وكانت قصيدتها تتلوّى في مرجل الشعر باحثةً عن هويتها الخاصّة. والمتتبّع يرى هذا النزوع القوي صوب نصّ يتشيطن دون أن يُفرّط في ورع الشعر تجاه القيم السامية، حيث سؤال الحرية كقيمة جمالية وليس كشعار".
"العوسج: سيرة وذكريات" عنوان كتاب للسياسي والكاتب القطري علي خليفة الكواري صدرت طبعة جديدة منه عن "مركز دراسات الوحدة العربية" في ثلاثة أجزاء؛ هي: "أوضاع قطر وأحوال أهلها (1953- 1974)"، و"النفط وما أدراك ما النفط (1974 - 1980)"، و"عود على بدء (1983 - 1992)". يؤرّخ المؤلّف للتحوّلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بلاده على مدى نصف قرن، وفق رؤية تربط ذلك بالأحداث الكبرى عربياً، بدءاً من الثورات التي عاشتها بعض البلدان العربية للحصول على استقلالها، والحروب التي شهدتها المنطقة، وغيرها من القضايا.
للباحث الفرنسي لودوفيك ليسترلان، صدر عن "منشورات لا ديكوفرت" في باريس، كتاب "سوسيولوجيا المشجّعين". ينضوي العمل في إطار علم اجتماع الرياضة، وفيه يسعى المؤلّف إلى رسم صورة واضحة عن شخصية المشجّع الرياضي، وخلفيته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وعلاقته بالرياضة وبالفريق الذي يدعمه، ودَور التلفزيون والصورة بشكل عام في تحديد طبيعة هذا العلاقة. كما يحاول ليسترلان الإجابة عن أسئلة من قَبيل: لماذا تشهد مباريات كرة القدم، في كثير من الأحيان، أحداث عنف؟ وما معنى أن تنتمي الرياضة إلى عالم الفرجة والمُشاهدة؟
بترجمة ربيع وهبه، صدر عن "دار التنوير" كتاب "ما يدين به بعضنا لبعض: عقد اجتماعي جديد" لـ نعمت شفيق (المعروفة باسم مينوش). تقترح الاقتصادية البريطانية الأميركية من أصل مصري، في هذا العمل، ما تُسمّيه عقداً اجتماعياً جديداً يناسب القرن الحادي والعشرين؛ حيث يكون مبنيّاً على مبادئ الأمان للجميع، والاستثمار في القدرات، والمشاركة العادلة للمخاطر. تنطلق المؤلّفة من دراسة عدد من المجتمعات حول العالم، لتخلص إلى أنّ التحدّيات الحالية، التكنولوجية والديموغرافية والمناخية، تتطلّب تغييراً جذرياً في الأولويات.
عن "منشورات المتوسّط"، صدر للكاتب والمترجم اللبناني فوزي يمين، كتاب "استراحة بين شوطَين: عن كرة القدم أثناء الحرب اللبنانية 1975 - 1990". في هذا العمل، يكتب يمين، الذي كان لاعب كرة قدم في "نادي السلام زغرتا" و"الحكمة بيروت" ولعب في صفوف المنتخب الوطني اللبناني في تصفيات كأس العالم للعام 1993، جزءاً من تاريخ بلده من زاوية كرة القدم، من خلال يوميّاته في تلك الفترة التي لُقّب فيها بالمايسترو، في إشارة إلى قيادته "أوركسترا" المجتمع اللبناني بتنوُّع آلاته الموسيقية من سنّة وشيعة وموارنة وروم وأرمن ودروز، وجوقة أحزابه السياسية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
