في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الرواية والشعر والقصة القصيرة والسيرة الذاتية وكرة القدم والدراسات السياسية والفكرية.
■ ■ ■
صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "سياسة الدفاع الأوروبي" للباحث المغربي كريم مصلوح. يناقش المؤلّف علاقة أوروبا بحلف شمال الأطلسي، ويقف على حدود الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي من خلال استمرار تلك العلاقة، موضّحاً بأن قدرة الاتحاد الأوروبي على تشكيل فهم جديد للسياسة الدولية تبقى محدودة، فهو يصوغ فهمه لها من خلال بنًى غير متجانسة، ومن ثقافة العمل البيروقراطي متعدّد الأطراف في "الناتو"، ومن خلال بنى دولية متغيّرة، وفي مقدّمتها بعض التباينات التي تحكم العلاقة بين أوروبا وأميركا.
عن "دار صفحة 7"، صدرت طبعة جديدة من الترجمة العربية لكتاب "المراقبة والمعاقبة: ولادة السجن" للمفكّر الفرنسي ميشيل فوكو بتوقيع علي مقلد (الطبعة الأولى عام 1990). في العمل الذي نُشر عام 1975، يفحص فوكو الآليات الاجتماعية والنظرية وراء نُظم العقاب في العصر الحديث، مُعتبراً أنّه بينما نخجل من سجوننا اليوم، كان القرن التاسع عشر فخوراً بتلك القلاع التي حلّت محلّ المشانق، وبمعرفته كيفية إصلاح النفوس بدل معاقبة الأجساد، متسائلاً: من أين جاء مشروع الحبس من أجل التقويم الذي ابتكرته القوانين الجزائية الحديثة؟
"عين الصقر: أغرب القصص والمفارقات في عالم كرة القدم"، عنوان كتاب يصدر قريباً عن "دار أثر" للكاتب والمترجم المصري محمد الفولي. يجمع العمل بين الشغف الرياضي بعالم "الساحرة المستديرة" وتقنيات الكتابة الصحافية عن موضوع ما زالت الكتابة العربية شحيحة فيه مع غياب الاهتمام بتطوير مكتبة عربية في هذا الحقل. يتطرّق الكتاب إلى مجموعة من الأحداث الغريبة والشهيرة في تاريخ اللعبة الأكثر جماهيرية في العالم؛ مثل: العاصفة التي منعت المنتخب المصري من المشاركة في كأس العالم بالأوروغواي عام 1930، و"الديانة المارادونية".
عن "دار صوفيا"، صدر كتاب "هكذا تكلّم كارل غوستاف يونغ: حوارات وشهادات ومذكّرات"، بتوقيع الكاتب والمترجم المصري أحمد الزناتي، الذي قدّم له وعلّق على نصوصه أيضاً في محاولة لخلق تقاطعات بين نصوص ومرجعيات مختلفة، واستلهام وقائع من حياة عالم النفس السويسري (1875 - 1961) وربطها بأفكار فلاسفة ومتصوّفة مختلفين؛ من أمثال محيي الدين بن عربي، أو ما جاء به المؤرّخ الروماني ميرشيا إلياده عن حضور المقدّس. سبق للمترجم أن أصدر عدّة روايات، منها "البساط الفيروزي" (2017)، و"لعبة الخيول الخشبية" (2019).
عن "دار الدراويش"، تصدر قريباً ترجمة الشاعر والباحث العراقي شاكر لعيبي للأعمال الشعرية الكاملة للشاعرة الصينية يو شوانجي. تكمن أهمية هذه الأعمال في ما حقّقته صاحبتُها، التي عاشت في القرن التاسع الميلادي، من خرق نسوي لعالم شعري احتكره الرجال على مدار تاريخ الآداب الصينية. تتميّز لغة الشاعرة بحيوية عالية تعكس شخصيّتها القوية، وأسلوبها الذي ما زال راهناً حتّى بعد مرور ألف سنة على رحيلها، الأمر الذي جعل منها موضوعاً للدراسات النقدية والشعرية الحديثة، كما دفع الكثير من الكُتّاب لاستلهام سيرة حياتها.
بترجمة حسن بوتكي، صدرت النسخة العربية من رواية "سرقة أدبية" للكاتب المكسيكي إيكتور اغيلار كامين (1946) عن "دار الخان". العمل، الذي نُشرت طبعته الأولى عام 2020، يركّز على عوالم السرقات الأدبية، ومشاعر الحسد والغيرة المتبادلة بين الكتّاب، والمصادفات التي حدثت في بعض حالات التناص عبر حكاية تتحدّث عن جريمة قتل ذهب ضحيتها شخص أدار حملة ضدّ كاتب اتُّهم بسرقة موضوع روايته التي نالت جائزة رفيعة، وتتوالى الأحداث منذ لحظة الفوز وبدء الحملة التي طاولت كتاباته السابقة من مقالات وروايات، وصولاً إلى الجريمة.
عن منشورات "فارار وشتراوس وغيرو"، صدر كتاب "إليوت بعد الأرض اليباب" للشاعر الاسكتلندي روبرت كروفورد. يوثّق الكتاب سيرة الشاعر الأميركي (1888 - 1965) بعد صدور قصيدته الشهيرة عام 1922، حيث كان موظّفاً مصرفياً عاش اضطرابات عاطفية طوال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، كما يتناول تأمّلاته حول لندن خلال الحرب العالمية الثانية، إلى جانب تجارب شخصية وعامّة أسهمت في تطوُّر تجربته؛ ومنها انفصاله عن زوجته الأولى فيفيان هاي وود التي كان لها تأثير بارز على كتابته، وفوزه بجائزة "نوبل"، ومغامراته في المسرح.
عن دار "المدى"، صدرت النسخة العربية من رواية "شكل الخرائب" للكاتب الكولومبي خوان غابرييل باسْكِثْ، بتوقيع المترجم السوري رفعت عطفة. صدر العمل للمرّة الأولى باللغة الإسبانية عام 2015، وهو يجمع بين التحقيق الصحافي ـ السياسي، والحبكة البوليسية، مع شيء من السيرة الذاتية، حيث يحضر المؤلّف فيه كشخصية أساسية في الرواية التي تدور حول تاريخ من الاغتيالات السياسية في القارّة اللاتينية وخارجها. في رصيد خوان غابرييل باسْكِثْ (1973) سبع روايات أُخرى منذ بدئه النشر عام 1997، وكان آخرها "النظرُ إلى الوراء" (2020).
تحت عنوان "إعادة ابتكار الرواية"، ينشر المؤلّف والأكاديمي الفرنسي بنوا بيترز كتاباً، لدى "دار فلاماريون"، يضمّ حوارات لم يسبق نشرها، أجراها مع الروائي ألان روب غرييه (1922 ــ 2008). أُجريت الحوارات عام 2001، وتحدّث خلالها صاحب "اللعب مع النار" عن بداياته، وسيرته العائلية، وعن رؤيته إلى ما عُرف بـ "الرواية الجديدة"، وهو تيّار سردي أدبي كان غرييه أحد أعلامه إلى جانب الفرنسيّين الآخرين ميشيل بوتور ونتالي ساروت. يُذكر أنّ هذا الكتاب يصدر بالتزامن مع عمل آخر لبيترز حول سيرة غرييه، عن "فلاماريون" أيضاً.
تُصدر دارا "سرد" و"ممدوح عدوان"، قريباً، طبعة جديدة من كتاب "وكان مساء..." للألماني هاينرش بول (1917 ــ 1985)، بترجمة المصري سمير جريس. يضمّ الكتاب ستّ عشرة قصّة قصيرة مختارة من مجمل أعمال الروائي الحائز على "نوبل للآداب" (1972)، وهي قصصٌ تعطي صورة عن مقاربة المؤلّف لأوضاع المجتمع بعد الحرب العالمية الثانية، ضمن موقف يُراوح بين السخرية والعبثية والنقد المباشر اللاذع. من القصص التي يحتويها العمل: "البطاقة البريدية"، و"وداع"، و"عند الجسر"، و"سيحدث شيء" و"الضاحك"، و"من نوادر هبوط أخلاقيات العمل".
بترجمة الحارث النبهان، صدر عن "دار التنوير" كتاب "مباهج وشجون العمل" للكاتب السويسري آلان دو بوتون. يتناول العمل علاقة الإنسان المركّبة بالوظيفة، ويطرح سؤالاً رئيسياً: كيف سيطرت الوظيفة على حياة الإنسان، وماذا يمكننا أن نفعل حيال سيطرتها؟ فخلال زيارات له إلى عدد من أماكن العمل، يلتقي دو بوتون عمّالاً من مجالات مختلفة: المحاسبة، والفن، والأدب، ومصانع البسكويت، وغيرها، مُحاوِلاً، من خلالهم، استكشاف علاقة الحب/ البغض مع الوظيفة، عبر البحث في ما يجعل الوظيفة سبباً لتدمير حياة الإنسان أو مصدراً للرضا.
عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر"، صدرت رواية "قلعة الدروز" للكاتب الأردني مجدي دعيبس، وفيها يعود إلى أحوال سورية والأردن منتصف العشرينيات، وتحديداً خلال الثورة السورية الكبرى التي انطلقت من جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش، ووصول عائلات درزية إلى "قلعة الأزرق" هرباً من بطش الجنرال الفرنسي غورو ومَن أتوا بعده. تعود بعض الفصول إلى تاريخ أبعد؛ لتصل إلى المهندس الروماني أرنسو الذي شيّد القلعة. الرواية هي الجزء الثاني من "ثلاثيّة الثورات" التي صدر جزؤها الأوّل في 2019 بعنوان "الوزر المالح".