"تسقط الأجساد ولا تسقط الفكرة" هو الشعار الذي اختاره القائمون على تظاهرة "أيّام غسّان كنفاني لفنون المقاوَمة"، التي تحتضنها "دار الثقافة النموذجية" في مدينة بن عروس التونسية ابتداءً من غدٍ الخميس وحتى السبت المُقبل، ضمن الأنشطة الثقافية التضامنية مع الشعب الفلسطيني، والتي تُقام في مدن تونسية مختلفة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة قبل أكثر من شهرَين.
وفي بيانٍ للتظاهرة، يعرّف المنظّمون الكاتب الفلسطيني الراحل (1936 - 1972) بأنّه "المثقّف المتعدِّد الذي استعمل كلَّ الفنون لينصر قضيته الأُمّ قضية الشعب الفلسطيني؛ فكان أديباً وشاعراً ورسّاماً وصحافياً وسينمائياً... استعمل كلَّ الفنون ليدوّل قضيته، وتَعلَّم أكثر من لغة ليصل صوتُه وصوتُ شعبه للجميع".
يضمّ اليوم الأوّل ندوة بعنوان "الأدب والشعر والموسيقى: في مناصرة القضايا الإنسانية العادلة"، تُديرها الناقدة هيام الفرشيشي، ويتحدّث فيها كلٌّ من الأكاديمية سهام حرزالي عن "غسّان كنفاني: المثقّف المتعدّد"، والكاتبة نورة عبيد عن "تجلّيات عند غسّان كنفاني أدبياً وشهيداً"، والناقدة حبيبة المحرزي عن "غسّان كنفاني ومرارة البرتقال الحزين"، والباحث محمّد المي عن "الشعر المقاوم لإبراهيم طوقان"، والأكاديمي توفيق العلوي عن "الغرافيتي: تعبيرة المقاومة".
وتحت عنوان "الإعلام والقضايا الإنسانية العادلة"، تُقام ندوةٌ في اليوم الثاني، بعد غدٍ الجمعة، يديرها الصحافي محمد بوعود، ويتحدّث فيها كلّ من الصحافيّين مالك الخالدي عن "تغطية الإعلام التونسي لطوفان الأقصى بين التضليل في الخطاب السياسي والتحرّي في المعلومات: الإذاعات مثالاً"، وسمية حسين عن "الإعلام المقاوِم: تحدّيات الوحدة وإكراهات التفوّق"، ومنية العرفاوي عن "الإعلام العربي المكتوب على جبهة المقاومة"، والأكاديمي والباحث في علم الاجتماع ممدوح عز الدين عن "الحرب على غزّة: مقاربات سوسيولوجية".
ويخصّص اليوم الثالث والأخير لمحور "السينما في خدمة القضايا العادلة"؛ حيث يدير الجلسةَ الممثّلة أمال علوان، مداخلات هي: "رواية عائد إلى حيفا لغسّان كنفاني بين شاشتَين" للأكاديمي المختصّ في سيميائيات الأدب أحمد القاسمي، و"السينما والحركات النضالية: فلسطين مثالاً" للناقد السينمائي الناصر السردي، و"الإبداع والالتزام: السينما الفلسطينية نموذجاً" للكاتب والسيناريست الطاهر بن غذيفة، بينما يُقدّم المُخرج رضا الباهي شهادةً عن فيلمه "السنونو لا تموت في القدس" (1994)، والذي تدور أحداثه حول صحافي فرنسي يبحث عن أمّ فلسطينية ضائعة عن أهلها، يُرافقه مرشد فلسطيني إلى القدس والضفّة الغربية وصولاً إلى غزّة.
إلى جانب الندوات، تتضمّن التظاهرة حفلاً موسيقيّاً لـ"مجموعة أجراس"، تُؤدّي فيه مجموعةً من أغانيها الملتزمة، وعرض مسرحية "السلطة الرابعة" لخالد هويسة، وفيلم "كتابة على الثلج" (2017) لرشيد مشهراوي. كما تُكرّم التظاهرة كلّاً من الشاعر آدم فتحي والأكاديمي والباحث الصحراوي قمعون والمُخرج رضا الباهي.