أنطوان كومبانيون.. المدرّس في لحظة تقاعده

02 سبتمبر 2021
أنطوان كومبانيون
+ الخط -

في كانون الثاني/ يناير من هذا العام، ألقى الناقد الفرنسي أنطوان كومبانيون، أحد أبرز المختصّين في أعمال مارسيل بروست، محاضرته الختامية كبروفيسّور في "كولّج دو فرانس"، حيث كان يشغل كرسيّ "الأدب الفرنسي الحديث والمعاصر" منذ عام 2006. وقد زاد غياب الحضور النسبيّ من صالة المحاضرة، بسبب إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، حزناً على الحزن الوداعي الذي طبع الدرس الذي ألقاه كومبانيون.

عن "منشورات كولّج دو فرانس"، صدر حديثاً نصّ تلك المحاضرة الختامية لكومبانيون (1950)، تحت عنوان "الوصول إلى بوابة الخروج"، وهو عنوان مختلف عن ذاك الذي حمله درسه الأخير، والذي كان يمثّل اقتباساً من نصّ لاتيني لكاتب العصر الروماني تاسيتوس: خمسة عشر عاماً ليست بالشيء القليل من حياة الإنسان.

ينطلق صاحب "الكتّاب المضادّون للحداثة" من حيرته حول طبيعة العنوان الذي سيمنحه لدرسه الختاميّ، وهي حيرةٌ سيجعل منها خيطاً ناظماً لنصّه، بحيث سيُعرّج على عدد من الأسماء الأدبية الغربية التي توقّفت عند مسألة النهاية والتقاعد، ومن بينهم عدد من كتّابه "المفضّلين" الذين خصّص لهم القسم الأكبر من أبحاثه: بروست، بودلير، مونتاني وشاتوبريان.

ويشير المؤلّف إلى أن الكتّاب والفنانين اشتُهروا بعلاقة مع النهايات والتقاعد اتّخذت شكلَيْن اثنين: إما المطالبة بـ"فرصة أخيرة"، أو "حظٍّ ثان"، لإنجاز "تُحفتهم" التي لم ينجزوها بعد، أو الارتضاء بكونهم جزءاً من تقليد يتجاوزهم ويضمّ العديد من الوجوه البارزة، متسائلاً إن كان هذان الشكلان يخصّان المدرّسين أيضاً.

بكتابه هذا، يستكمل كومبانيون ــ الذي خصّص القسم الأكبر من سنوات تدريسه في "كولّج دو فرانس" لدراسة أعمال مارسيل بروست ــ تقليداً راسخاً في "الكولّج"، يتضمّن إشهار وطباعة الدرسَيْن الافتتاحي والختامي للمدرّسين في المؤسّسة، ولا سيّما أساتذة و"نجوم" الأدب والفلسفة، وهو تقليدٌ مستمرّ منذ رولان بارت وبيير بورديو حتى كومبانيون نفسه.

المساهمون