اسنحوذت رواية "أفراح القبة" لنجيب محفوظ على اهتمام من قبل صنّاع الدراما بسبب اعتمادها على تقنية تعدّد الأصوات التي تمنح الحدث أبعادا مركّبة من خلال معاينة أبطاله له، كلّ بحسب وجهة نظره، فتمّ تحويلها إلى التلفزيون في مسلسل عام 2016.
في محاولة ثانية، قام المخرج يوسف المنصور بتقديم نسخة مسرحية منها تحمل العنوان ذاته عُرضت خلال العام الجاري، وهو يعيد عرضها عند السابعة من مساء اليوم الخميس وغداً الجمعة، على خشبة "المسرح العائم" في القاهرة.
العمل الذي كتبه محفوظ في فترة متأخرة نسبياً، وصدر عام 1981، يتضمّن حبكة مثيرة تتلخص في اكتشاف أعضاء فرقة مسرحية أن عرضهم الجديد الذي سيقدّمونه، هو محاكاة لحيواتهم الحقيقية خلف الكواليس، وحينها يقرّرون إيقاف العرض حتى لا تفضح أسرارهم للجمهور.
يرى المنصور في حديث صحافي سابق، أن نسبية الحقيقة التي جسّدها الروائي المصري (1911 – 2006) من خلال طرح القضايا التي تناولتها روايته عبر أكثر من منظور كانت العنصر الأكثر جذباً بالنسبة إليه، حيث تنظر كل شخصية إلى نفسها والآخرين على نحو يبرز اختلافها عنهم.
ويشير إلى أن الاختلاف بين العمل على الورق وبين ما يعرض على الخشبة أتى نتيجة تدخل الإعداد المسرحي، فالرواية في الإساس هي رواية سينمائية، وكانت الميزة الوحيدة التي سهلت الإعداد المسرحي هي أن المكان الأساسي للأحداث هو المسرح، كما أن أبطال الرواية ممثلو مسرح، فكان من السهل جعل البيئة المحيطة لحياتهم هي المسرح.
كما يوضّح أن المسرح لا يحتمل كلّ الأماكن التي تناولتها الرواية، لذلك حاول تطويع المشاهد، مع تركيز على البعد الفلسفي للعمل أكثر من الاعتماد على بنيته الدرامية، مشددا على أن محفوظ قدّم في روايته شخصيات معقدة للغاية.
وانتقى منصور أغاني تناسب التأريخ الزمني للأحداث، حيث تبدأ المسرحية عام 1954 بأغنية "من قد إيه كنا هنا" لمحمد عبد الوهاب التي تعتبر أبرز أغنية في تلك الفترة، ولكنه اختار أغنية "عدى النهار" لعبد الحليم حافظ للتعبير عن نكسة حزيران/ يونيو عام 1967.
يُذكر أن المسرحية من بطولة عبد المنعم رياض، محمد تامر، سمر علام، فاطمة عادل، حمزة رأفت، مينا نبيل، أحمد صلاح، محمد عبد القادر، جيهان أنور، يوسف مصطفى، مينا نادر، جورج أشرف، هايدي عبدالخالق، عبير الطوخي، أحمد عباس، باسم سليمان، مارتينا رؤوف، حسام علاء، هدير طارق.