أذرع ثقافية لسلطة العجز

26 مارس 2024
من رسومات ناجي العلي
+ الخط -
اظهر الملخص
- اتحادات الكتّاب في العالم العربي أصدرت بيانات تدعم القضية الفلسطينية وتطالب بوقف العدوان على غزة، مع تأييد صريح لمقاومة الاحتلال.
- تلك البيانات تعكس عجزاً ضمنياً وانتظاراً للخلاص من الخارج، مع فقدان الأذرع الثقافية لشرعيتها وتحول أهدافها نحو منافع شخصية ضيقة.
- بعد الأيام الأولى، لم تُنظم مسيرات غاضبة أو فعاليات ثقافية لائقة، وعاد الكتّاب للاستعداد لانتخابات اتحاداتهم دون تحقيق أي تأثير ملموس.

في الأيام الأولى للعدوان الصهيوني على غزّة، أصدرت "اتحادات الكتّاب" على امتداد العالم العربي بيانات تدعم فيها القضية الفلسطينية وتطالب بوقف الإبادة والتهجير، وتذهب بعضها صراحةً إلى تأييد مقاومة الاحتلال

تتطابق هذه المواقف مع خطاب السلطة في بلادها، إذ تنطلق جميعها من دعوة "أصحاب الضمائر الحيّة" و"الهيئات الثقافية العربية والدولية" و"دول وقادة العالم" للتدخل الفوري لوقف المجازر، وكأنه إقرارٌ ضمني بعجزٍ تام عن الإتيان بفعلٍ يعبّر عن إرادة حرّ ووعي يتجاوز حكوماتها، في انتظار أن يأتي "الخلاص" من الخارج!

فقَدت تلك الأذرع الثقافية شرعية تأسيسها منذ زمن طويل والتي يفترض أنها قامت أساساً على الانحياز للحريات. ولم تعد غاياتها سوى تحقيق منافع شخصية ضيّقة، تجعلها تستبطن سلوك المنظومة السياسية التي ترعاها، إلى درجة لا تؤهلها للدفاع حتى عن مواقفها الضعيفة، إذ انطفأت بعد أقل من شهر، ودفنت اتحادات الكتّاب رأسها في الرمل مجدداً.

في ظلّ انعدام الكفاءة وقيم الالتزام بعدالة الشعارات التي يرفعونها، لم تنظّم مسيرة غاضبة واحدة بعد مرور الأيام الأولى، ولم تتم مخاطبة تلك الجهات التي طالبتها البيانات بالتدخل، ولم تنظّم فعالية ثقافية لائقة. عاد "الكتّاب" أدراجهم استعداداً لانتخابات اتحاداتهم المقبلة أو أية مواسم توزّع فيها غنائم السلطة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون