"أداة السُّمّية الاستعمارية": جرائم فرنسا في الجزائر

08 ابريل 2024
من المعرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- في 13 فبراير 1960، أجرت فرنسا أول تفجير نووي لها في الجزائر، مما أدى إلى دخولها "النادي النووي" واستمرت في إجراء 57 تجربة نووية أخرى، مسببة أضرارًا بيئية وصحية جسيمة.
- المعرض "أداء السمّية الاستعمارية" الذي أقيم في لندن، يوثق البرنامج النووي السري الفرنسي في الجزائر، مستعرضًا تأثيراته المستمرة من خلال مجموعة واسعة من المواد الأرشيفية.
- بعد أكثر من خمسين عامًا، لا تزال تفاصيل وتأثيرات البرنامج النووي الفرنسي في الجزائر مجهولة إلى حد كبير، مع استمرار رفض فرنسا تقديم الخرائط الطبوغرافية لمناطق النفايات الملوثة.

في الثالث عشر من شباط/ فبراير 1960، قام الاستعمار الفرنسي بتفجير أول قنبلة ذرية تحت اسم "اليربوع الأزرق" في صحراء الجزائر الكبرى، في عملية ضمنت دخولها إلى "النادي النووي"، لتواصل بعد ذلك استخدام الأراضي الجزائرية للقيام بسبعة وخمسين تفجيراً وتجربة نوويّة.

تفجيرات تعادل أربعة أضعاف حجم قنبلة هيروشيما باليابان، بحسب باحثين جزائريين، تسبّبت بإصابة ثلاثين ألف جزائري، بأمراض ناجمة عن التعرض لنشاط إشعاعي، كما ترفض الحكومة الفرنسية حتى اليوم تسليم الجزائر الخرائط الطبوغرافية لتحديد مناطق دفن النفايات الملوثة والمشعة أو الكيميائية غير المكتشفة.

"أداء السُّمّية الاستعمارية" عنوان المعرض الذي افتتح في الثاني والعشرين من الشهر الماضي في "موزاييك رومز" بلندن، ويتواصل حتى السادس عشر من حزيران/ يونيو المقبل، أعدّته أستاذة تاريخ العمارة والتنمية الحضرية وقيّمة المعارض الجزائرية سامية هني.

يوثّق المعرض البرنامج النووي السري الفرنسي في الجزائر أثناء الثورة الجزائرية وبعدها (1954 - 1962)، بالاستناد إلى مشروع بحثي مُوسَّع يعتمد على سلسلة من المجموعات السمعية والبصرية، ويتكوّن كلّ منها من خرائط وصُور فوتوغرافية وأفلام ولقطات ثابتة ووثائق وشهادات أرشيفية.

يُوثّق المعرض البرنامج النووي السرّي الفرنسي في الجزائر أثناء الثورة الجزائرية

يضمّ المعرض الموادّ المتاحة والمعروضة والمُهرّبة والمُتسرّبة من أرشيفات البرنامج النووي الفرنسي ضمن تركيب غامر مُتعدّد الوسائط، بالإضافة إلى الوثائق التي تتضمّن التاريخ الشفهي والتقارير الاستقصائية، ممّا يشهد على التاريخ المخفي للعنف الاستعماري الفرنسي وتأثيراته المستمرّة في الجزائر.

بين عامي 1960 و1966، قام النظام الاستعماري الفرنسي بتجارب نووية في الصحراء الجزائرية، بحسب بيان المُنظّمين الذي يُشير إلى أنّه تمّ استخراج موارد الجزائر الطبيعية للقيام بهذه العملية، وأدّى برنامج الأسلحة النووية السرّي هذا إلى تسميم الصحراء الكُبرى، وانتشار التداعيات الإشعاعية عبر الجزائر وشمال ووسط وغرب أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط (بما في ذلك جنوب أوروبا)، ممّا تسبّب في تلوّث مستمرّ يؤثّر على الأجسام والخلايا والجسيمات الحيّة، وكذلك في البيئات الطبيعية حتى اليوم، ولا تزال أرشيفات البرنامج النووي الفرنسي مُغلقة بعد أكثر من خمسين عاماً، ولا تزال التفاصيل التاريخية والتأثيرات المستمرّة مجهولة إلى حد كبير.

يُذكر أنّ مشروع سامية هني البحثي استغرق عامَين، ويتّكئ على أطروحة الدكتوراه التي نالتها عن دراستها "التخطيط العمراني المضادّ للثورة: الجيش الفرنسي في الجزائر 1954 - 1962"، كما نظّمت معرضاً قبل سنوات بعنوان "العنف الخفيّ" يُضيء مُخطّطات عمرانية نفّذها المستعمر الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي لدى محاولته التصدّي للثورة التحريرية الجزائرية.  
 

المساهمون