أحمد المرضي.. رسوم من السودان المتعدّد

11 ابريل 2021
(من اللوحات المعروضة)
+ الخط -

يتناول الفنان التشكيلي السوداني أحمد المرضي (1976) العديد من المفردات والعناصر المستمّدة من تراث بلاده، وفي مقدّمتها طائر الهدهد الذي يحضر في الفنون والأدب والرقص الشعبي ويرمز إلى صدق الحقيقة، وبلوغ الحكمة، ووضوح الرؤية حيث اعتقد القدامى بقدرته على إبصار العوالم غير المرئية، وعلى الاختفاء عن أعين الناس.

كما تعبّر رسوماته عن الغنى والتعدّد الثقافي والاجتماعي وتنوّع المناطق المناخية والغطاء النباتي في السودان، خاصّة أنه تنقّل في طفولته بحكم عمل والده بين عدد من مدن البلد، ما انعكس في أعماله التي تتضمّن بورتريهات للوجوه، وكذلك المناظر الطبيعية، والحياة اليومية والطقوس والعادات التي تمتزج فيها مؤثرات أفريقية وعربية وإسلامية.

(من اللوحات المعروضة)
(من اللوحات المعروضة)

تعرض منصّة "بقعة ضوء في دنيا المسرح" حوالي خمسين عملاً لأحمد المرضي على صفحتها في "فيسبوك"، والتي تمثّل مختلف الموضوعات والشخصيات التي رسمها خلال العقدين الماضيين، ومنها بورتريه للمناضل السوداني سيد أحمد الحسين (1928 - 2017) الذي تعرّض للاعتقال والقمع من قبل النظام السوداني السابق، حيث يظهر ببذلته الرسمية ونظارته سميكة العدستين.

ولوحة أخرى للشاعر جيلي عبد الرحمن (1931- 1990) الذي يعدّ من أبرز الشعراء السودانيين في النصف الثاني من القرن العشرين، والذي اشتهر بقصائده الوطنية والتزامه السياسي في صفوف الحزب الشيوعي السوداني حتى رحيله، حيث ألّف العديد من المجموعات الشعرية منها "قصائد من السودان"، و"الجواد والسيف المكسور"، و"بوابّات المدن الصفراء"، و"أغاني الزاحفين" بالاشتراك مع نجيب سرور، مجاهد عبد المنعم وكمال عمار، إلى جانب دراسة سياسية بعنوان "المعونات الأجنبية وأثرها على استقلال السودان".

(من اللوحات المعروضة)
(من اللوحات المعروضة)

في أعمال أخرى، يقدّم المرضي تجريداً لنقوش ورسوم تراثية كما تظهر في أحدها كأزياء تقليدية منشورة على حبل الغسيل، أو كقطعة نسيج بألوان زاهية كالأصفر والوردي وتبدو كأنها تحاكي مشاهد من الطبيعة، أو مقاطع من جسد أنثوي تُظهر انثناءات وانحناءات من دون إبراز ملامح الجسد كاملاً، أو شفاهاً غليظة سمراء اللون على خلفية باللونين الأزرق والبني.

وتتضمّن بعض الرسومات تداخلات بين العديد من العناصر كالعيون والتعويذات والأشكال الهندسية المستخدمة في الأبواب والنوافذ والقِباب بالمباني التراثية، في بانورما لونية تمثّل التعدّد في جغرافيا السودان وثقافته، وبورتريهات عدّة لوجوه نسائية بكامل زينتها، بالإضافة إلى رسومات تقترب من فن الكاريكاتير تتناول قضايا اجتماعية بدلالات ساخرة.

المساهمون