أبو القاسم الشبري: عن الدين والسياسة والمجتمع
"الدين في السياسة والمجتمع: بين دوغمائية الأوّلين وتحريف الآخرين" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "دار فاصلة" للباحث المغربي أبو القاسم الشبري، وفيه يتناول، مِن زوايا سياسية وأنثروبولوجية، ارتباطات الدين بالسياسة والمجتمع، ويتتبَّع ظاهرة التديُّن بالعودة إلى نشأتها عند الشعوب "البدائية"، كما يتطرَّق إلى اجتهادات رجال الدين مِن مختلف الديانات في قضايا متنوّعة، ويُضيء على مسائل ترتبط بحرية العقيدة والحريات الفردية.
يتوزّع العمل بين فصلَين؛ يُقدّم الأوّل إضاءةً تاريخية على نشأة الجماعات الإسلامية وتغلغلها في مختلف الفضاءات المجتمعية، ثمّ تحوُّلها الفكري والثقافي والإعلامي من جماعات دعوية إلى حركات وأحزاب سياسية، ثمّ وصولها إلى الحُكم في غير ما بلد. أمّا الفصل الثاني، فيتطرّق فيه المؤلّف إلى مواضيع مختلفة؛ مثل المرأة والسياسة، وثقافة البادية، وعلاقة المثقّف بالسلطة.
ويشير المؤلّف في مقدّمته إلى أنّ كتابه وليد سلسلة مقالات في الموضوع نشرها في السنوات الأخيرة، من بينها مقالات نُشرت في حينها حول ما عاشه المغرب وبلدان عربية أُخرى من انتفاضات منذ 2011، انتهت بصعود التنظيمات الإسلامية إلى السلطة، رغم أنَّ "الثوّار" كانوا حداثيّين وفق تعبيره، مضيفاً أنَّ العمل يسائل علاقة الدين بالسياسة وتمظهراته، ويقدّم قراءة نقدية للتيارات اليسارية والحداثية، وينبش في شدّ الحبل بين الإسلاميين واليساريّين، كما يُوجّه نقداً صريحاً لما سمّاه المخطّطات السياسية لدى الحركات الإسلامية.
يُذكَر أنَّ الشبري تخرَّج من "المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث" في الرباط و"مدرسة التكوين الدولي في الثقافة" في باريس ويعمل مديراً لـ"مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي" في مدينة الجديدة المغربية. "الدين في السياسة والمجتمع" هو ثاني كتاب يصدر له بعد كتابه "دكالة وإيالتها".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
