"وكالة الاستقصاء المعماري": المزيد عن انفجار مرفأ بيروت

20 نوفمبر 2020
من صور وكالة الاستقصاء المعماري للانفجار
+ الخط -

نشرت "وكالة الاستقصاء المعماري" Forensic Architecture قبل أيام تقريراً عن انفجار مرفأ بيروت الذي وقع بعد السادسة مساء بقليل من يوم الرابع من آب/ أغسطس الماضي وراح ضحيته أكثر من مئتي قتيل، وأكثر من 6500 جريح، كما تدمّرت أجزاء ومساحات وأبنية كبيرة من المدينة. 

الوكالة ذكرت في التقرير المنشور على موقعها، والذي دعاها إلى كتابته وفحص المعلومات حول انفجار بيروت بالعموم موقع "مدى مصر"، أنها أتاحت مقاطع الفيديو والصور والوثائق التي اختبرتها وتوصلت إليها إلى جانب توفير جدول زمني ونموذج ثلاثي الأبعاد دقيق لمن يود الاطلاع.

أتاحت الوكالة ما توصلت إليه من نتائج، استجابة لمطالب "منظمة العمل القانوني العالمية" legal action worldwide، نيابة عن أكثر من ألف ناجٍ من الانفجار، ببعثة تقصي حقائق مستقلة ومحايدة قائلة "دعماً لهذا الطلب، وسعياً لتحقيق المساءلة السياسية والاقتصادية ، جعلنا نموذجنا ومقاطع الفيديو المحددة جغرافياً والمواد المصدر المستخدمة في أبحاثهم متاحة للجمهور". 

أربعة أعمدة دخان منفصلة تنبعث من أجزاء مختلفة من المستودع في غضون أربعة عشر دقيقة

 

جاء في التقرير "جمعنا وفحصنا الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها شهود الانفجار وشاركناها على منصات مختلفة على الإنترنت. باستخدام تفاصيل حول الدخان والحرائق والانفجارات، تمكنا من تحديد الموقع الجغرافي لكل قطعة من اللقطات وحساب مخروط رؤية الكاميرا. نضع الكاميرات في نموذج مفتوح المصدر ثلاثي الأبعاد للمدينة ، والذي قمنا بتعديله ليتناسب مع الدقة اللازمة. ساعدنا ذلك في تحديد الموقع الدقيق لمصدر عمود الدخان داخل المستودع في كل إطار من كل لقطة". 

وأضاف التقرير "تتغير أعمدة الدخان باستمرار ولها شكل فريد في كل لحظة. استخدمنا شكل الأعمدة لمزامنة مقاطع الفيديو التي وجدناها بدون بيانات وصفية. حددنا أربعة أعمدة دخان منفصلة تنبعث من أجزاء مختلفة من المستودع في غضون أربع عشرة دقيقة. كل من أعمدة الدخان هذه، مع شكلها ولونها المميزين، تقدم مؤشرات على ترتيب البضائع في المستودع، والطريقة التي نشأت بها النار". 

وتابع التقرير "باستخدام الصور الملتقطة في كانون الثاني/ يناير 2020 (نشرتها لأول مرة صحيفة نيويورك تايمز) ومقطع فيديو من كانون الأول/ ديسمبر2019 (نشرته قناة الجديد) ، رسمنا خريطة للمستودع الداخلي وقدرنا المنطقة التي يشغلها 2750 كيسًا من نترات الأمونيوم". 

ترتيب البضائع داخل المبنى هو التخطيط المكاني لقنبلة بدائية الصنع

 

وأكمل أن "بعض المواد المخزنة داخل المستودع ، بما في ذلك 23 طناً من الألعاب النارية و 1000 إطار سيارة غير مرئية في الصور ومقاطع الفيديو المتاحة. وبالتعاون مع غاريث كوليت، خبير المتفجرات لدى الأمم المتحدة ، قمنا برسم خرائط لأنواع مختلفة من الدخان المنبعث من المستودع. ساعد تحليل لون وموقع مصدر أعمدة الدخان والحرائق في تقدير المواد التي كانت تحترق في ذلك الوقت وتقريبًا مكان وجودها في المباني". 

أكد كوليت أنه "من منظور هندسي كان ترتيب البضائع داخل المبنى هو التخطيط المكاني لقنبلة بدائية الصنع على مقياس مستودع في انتظار التفجير، ووفقًا لكوليت ، "من الصعب للغاية تفجير نترات الأمونيوم بالنار وحدها. ومع ذلك، عندما يكون محصورًا وملوثًا، فإن هذا  يمكن أن يؤدي إلى انفجار كارثي".

أجرت الوكالة مقارنة بين المعايير المقبولة دولياً لتخزين النترات وبين ما حدث في مستودع بيروت لتعلن أن ليس هناك أدنى اتباع للمعايير المتبعة في تخزين هذه المادة، حيث "تحظر اللوائح البريطانية والأسترالية أيضًا تخزين المواد القابلة للاشتعال أو المتفجرة مثل الإطارات أو الألعاب النارية بالقرب من نترات الأمونيوم"، وذكر التقرير "هذه الحقيقة تسلط الضوء على الطبقات المتعددة لإهمال الدولة الذي أدى إلى هذا الانفجار المأساوي".

المساهمون