"وجوه خلف الوجوه": تحديقٌ في الظاهر وما وراءه

20 اغسطس 2022
عمل لـ لوما رباح (من المعرض)
+ الخط -

شغَل الوجهُ بما، هو تكثيفٌ لحالاتِ الإنسان وطِباعه، الفنَّ طويلاً، ولو أردنا الإشارة إلى البورتريهات وحصّتها من انشغالات الفنون التشكيلية، لوجدنا الكثير من التفاصيل التي يمكن أن تُروى. إلى جانب ذلك، نظرَت الفنون إلى الوجه على أنّه قراءة للمضمَر وكشفاً للحالة النفسية، وليس تعبيراً عن المباشر وحسب.

"وجوه خلف الوجوه" عنوان المعرض الجماعي الذي يحتضنه "غاليري موجو" في بيروت حتى العاشر من الشهر المقبل لمجموعة من الفنّانين اللبنانيين والسوريين، في محاولة من المنظّمين لموازاة المعارض الجماعية التي تشهدها المدينة في موضوعات شتّى، أغلبُها ينحو نحو التقاطُع ما بين الفنّي والواقع المعيشي الذي يشهده البلد بأسره، وهل أصدق من القراءة في الملامح وتمثيلها لونياً للاقتراب من الناس وحيواتهم؟

جمعَ المعرض أعمالاً متنوّعة لأربعة عشر فنّاناً، بمستويات مختلفة من الخبرة والتجربة، وإذا كان من البديهي أنّ القاسم المشترك بين اللوحات هو الوجه، فإنّ الشاحب بالذات هو الذي طغى عليها، كما يُمكن للمتلقّي أن يُلاحظ مقداراً من الضربات المستعجلة في تكوين المواضيع، والتي عادة ما تفتح مشهدية أوسع أو تكسر الرؤيا الرتيبة.

الصورة
تيريزا عبود - القسم الثقافي
وجه لـ تيريزا عبود (من المعرض)

من ناحية أُخرى، خلقت الأعمال إطاراً متماسكاً بين بعضها بعضاً، والحديث هنا ليس عن فويرقات الخِبرة التي ينشدّ فيها المبتدئ إلى المحترِف، وهذه إحدى غايات منظّمي التظاهرة، بل أيضاً في تنوّع الوجوه المرسومة وما تشفّ عنه.

الصورة
وجوه - القسم الثقافي

يبقى السؤال، عند تناول مثل هذه المواضيع (الوجوه)، هو كيف يجري تجنّب التكرار، فالوجه بمعانيه الفنّية راهن وحاضر دائماً. ربّما الابتعاد عن الغوص في النزعة "الغرائبية" وتوخّي البسيط هو ما يحتاجه جمهور المتلقّين اليوم؛ أن تصير اللوحة مرآة لنقل التفاصيل كما هي دون أيّة مبالغة، وهذا ما حاول المشتغلون مقاربَته.

يُشار إلى أنّ المعرض افتُتح في التاسع من الشهر الحالي ويشارك فيه كلٌّ من: إلياس أيوب، ولوما رباح، وسمعان خوّام، وروان حيدر، ورنا علّوش، وصلاح ميسي، ورامي منصور، ونيكول كرم، وآخرون.

المساهمون