"نقد العقل العربي": عودة متجدّدة لمشروع الجابري

17 سبتمبر 2021
عمل لـ صلاح شاهين/ الأردن
+ الخط -

بدءاً من 1982، بدأ المفكّر المغربي محمد عابد الجابري (1935 - 2010) في إصدار أجزاء مشروعه "نقد العقل العربي"، من خلال الجزء الأول الذي حمل عنوان "تكوين العقل العربي" ثم تلاه كتاب "بنية العقل العربي" في 1986، وصولاً إلى بقية الأجزاء "العقل السياسي العربي" و"العقل الأخلاقي العربي".

صحيح أن الحظوة التي عرفها الكتاب عند صدوره قد هبطت بشكل واضح حين بدأ المفكّر السوري جورج طرابيشي في إصدار مشروع مواز بعنوان "نقد نقد العقل العربي"، ولكن ظلت الثقافة العربية تعترف للجابري بكونه قدّم أحد أضخم المشاريع الفكرية العربية على مدى العصور.

نجد أثر هذا الاعتراف في تواصل طبعات أجزاء "نقد العقل العربي" إلى يومنا هذا، ذلك أن "مركز دراسات الوحدة العربية" أصدر مؤخراً طبعة جديدة هي الخامسة عشرة من الجزأين الأول والثاني، وهو رقم قلما تصل إليه الكتب الفكرية العربية.

نقرأ في تقديم الناشر للجزء الأول: "مع تزايد الانشغال بالأسئلة ومحاولات الإجابة عن أسباب تعثّر النهضة العربية، يتّجه المفكر العربي محمد عابد الجابري في البحث عن تلك الإجابات اتجاهًا غير مسبوق، فيطرق باب العقل العربي بحثًا عن عوامل تعثّر نهوض هذا العقل تمهيدًا للتأسيس لمشروع نهضوي عربي تكاملي فعلي".

تكوين العقل العربي

ويضيف ذات التقديم: "يخوض الجابري غمار البحث في آليات اشتغال هذا العقل ومحدداته ومكوناته، لا بوصفه مخزونًا فكريًا ونظريًا ومعرفيًا لمختلف القضايا والموضوعات والإشكاليات التي اشتغل فيها وبها الفكرُ العربي منذ أواخر القرن التاسع عشر على الأقل حتى اليوم، بل بوصفه أداة للتفكير في تلك القضايا، وأداة لإنتاج المعرفة، وبالتالي أداة لإعادة إنتاج الثقافة العربية الإسلامية".

المساهمون