في آب/ أغسطس الماضي، جرى رفع الحظر عن الأنشطة الثقافية والفنية في ليبيا، بشرط أخذ التدابير الوقائية والاحترازية من جائحة كورونا، بعد أكثر من عامٍ أُغلقت فيها معظم الفضاءات العامة في بلد عانى اقتتالاً داخلياً على مدار السنوات العشر الماضية ترك أيضاً آثاره على الثقافة.
"مهرجان درنة الزاهرة المسرحي" هو أحد المهرجانات القليلة التي أُقيمت العام الماضي ضمن إجراءات مشدّدة، وقد جرى اتّباعها أيضاً في دورته الرابعة التي انطلقت فعالياتها السبت الماضي على خشبة "المسرح الوطني" في مدينة درنة (1250 كلم شرق طرابلس)، وتختتم مساء اليوم الأربعاء.
تحمل الدورة الحالية اسم الفنان الليبي محمد العلاقي (1944 - 2011) الذي درس المسرح في باريس، وكان من أوائل الفنانين الذين تعرّفوا إلى الفنون المسرحية المعاصرة، حيث عاد إلى بلاده ليُدّرس مادة الإخراج في "معهد جمال الدين الميلادي" بطرابلس، كما ترأّس المسرح الوطني فيها، وساهم في تأسيس عدد من الفرق منها "الزاوية" التي قدّم من خلالها العديد من العروض مثل "قرقاش" و"الشنطة طارت" و"الأقنعة والكرسي" و"ملحن في سوق الثلاثاء".
تحمل الدورة الحالية اسم الفنان الليبي محمد العلاقي (1944 - 2011)
افتُتحت الدورة، التي تحمل شعار "المسرح رسالة سلام"، بمسرحية "الميت الحيّ" من تأليف وإخراج العلاقي، والتي قدّمتها "فرقة المعهد العالي لتقنيات الفنون" بطرابلس، وقد استخدم فيها الراحل أحدث تقنيات السينوغرافيا، موظّفاً شاشة الفيديو وتعدُّد المشاهد في الوقت نفسه على الخشبة.
تشارك في المهرجان ثماني مسرحيات؛ هي: "حسوفة" لـ"فرقة البهجة المسرحية" في بنغازي، و"الكرسي" لـ"فرقة الطفل والشباب" في سبها، و"المسرحية" لـ"الفرقة الليبية للمسرح" في شحات، و"الوجع" لـ"فرقة نسيم الحياة" في طبرق، و"غيطة" لـ"فرقة الركح الدولي" في بنغازي، و"الحروف التسعة" لـ"فرقة المسرح الحديث" في البيضاء، و"نرقص على الدم" لـ"فرقة أجيال المسرح" في درنة. وإلى جانب العروض، تُقام ورشة في إعداد الممثّل يديرها الفنان جمال زايد.
وتكرّم التظاهرة الممثّلة لطفية إبراهيم (1954) التي تُعدّ من أبرز فنّانات المسرح الليبي في سبعينيات القرن الماضي، حيث أدّت أدواراً في عدد من المسرحيات؛ مثل "العادلون" و"الزير سالم" و"محاكمة الرجل المجهول" و"حوش العيلة" و"نقابة الخنافس" و"وطني عكا"، و"ما يقعد في الوادي إلا حجرة"، و"هو وهي والشيطان"، و"عكوز موسي"، و"الحب بالدينار"، و"هجالة ومية عريس"، قبل أن تعتزل التمثيل عام 1988.