منذ إعادة افتتاحه كمتحف عام 1998، نشط "بيت الزبير" في مسقط كمؤسّسة ثقافية مستقلّة نظّمت العديد من الفعاليات البارزة، مثل "أيام الفنون" التي ركّزت على التشكيل العُماني، إلى جانب مقتنياته في عدد من القاعات التي تشمل مجموعة من الطوابع والعملات القديمة والمخطوطات والوثائق التاريخية التي تعود إلى القرن السادس عشر.
صباح أوّل أمس الإثنين، انطلقت أعمال الدورة الأولى من "ملتقى بيت الزبير الفلسفي" التي تتواصل حتى مساء غدٍ الخميس، بمشاركة باحثين من عدد من البلدان العربية، بالإضافة إلى تنظيم معرض كتاب على هامش التظاهرة، متخصّص في المؤلّفات الفكرية والفسلفية.
يشير بيان المنّظمين إلى أن الملتقى يهدف إلى "الوقوف على تحولات الدرس والخطاب الفلسفيين، وتعزيز قيَم الوعي الفلسفي، وتقريب المسافة المعرفية بين المتن الفلسفي والعقل العمومي، والإسهام في حركة البحث الفلسفي من خلال توسّل وترسيم إحداثيات جدل معرفي متواكب ومضموني، وتعميق قيَم التفكير المعرفي، وبيان ما تقدّمه الفلسفة من ضمانات وافرة لتمتين العدّة المعرفية والممكنات التفسيرية أمام البنى التفسيرية الأخرى".
كما يسعى إلى "التعريف بحيوية شبكة العلاقات بين الفلسفة والعلوم والمواضيع الأخرى، وإيجاد مناخ تفاعلي وتواصلي بين الباحثين والمختصّين من مختلف المرجعيات والتكوينات الفلسفية، وتقديم بعض الورش والجلسات التخصصية لتنمية الوعي النقدي والتفكير العلمي الفلسفي لدى الأطفال والناشئة والقائمين على مؤسّسات التنشئة والتعليم"، بحسب البيان ذاته.
وتضمّن اليوم الأول إطلاق مشروع "الفلسفة للصغار والناشئة" المتمثّل في ترجمة عدد من كتب "سلسلة الفيلسوف الصغير" للفيلسوف الفرنسي أوسكار رونيفييه، بالإضافة إلى إطلاق "كتب الفلسفة للناشئة" التي قام بتأليفهما الكاتب والمترجم المغربي محمد آيت حنا، كما شهد الافتتاح الإعلان عن "جائزة صادق جواد للدراسات الفكرية" التي تحمل اسم الباحث والسياسي العُماني الراحل (1933 - 2021)، وتهدف إلى رفد المكتبة العُمانية والعربية بمنتج فكري يتجاوز الأطر الجغرافية المحدودة.
وتُعقَد اليوم الأربعاء جلسة يشارك فيها الباحث العُماني محمد العجمي بورقة تحمل عنوان "فلسفة ما بعد الإنسانية واللامركزية الأوروبية"، والباحث المغربي محمد المصباحي بورقة "العودة إلى الفلسفة بوصفها عودة إلى الذات الحقّة المنفتحة على الآخر"، إلى جانب محاضرة للباحث الجزائري الزواوي بغورة بعنوان "الفلسفة والعصر، معالم أوّلية".
ومن بين المشاركين في الملتقى: عبد الله ولد أباه من موريتانيا، ومحمد شوقي الزين من الجزائر، وعبد السلام بنعبد العالي من المغرب، ومشير باسيل عون ورضوان السيد من لبنان، وعلي الرواحي وبدر العبري ومحمد رضا اللواتي من عُمان.