"مكتبجي": رحلة نحو القارئ المثقّف

18 سبتمبر 2021
جدارية للفنانتين ميرامار ودلال متولّي، حي اللويبدة في عمّان
+ الخط -

أعلنت "مؤسسة الوراقون الثقافية" (مكتبجي) عن إطلاق رحلتها إلى "معرض عمّان الدولي للكتاب" في دورته العشرين التي تنطلق صباح الخميس المقبل وتتواصل حتى الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2021، ويتخلّل الرحلة العديد من الأنشطة والفعاليات التي تستضيف عدداً من الكتّاب الأردنيين.

تهدف الرحلة إلى توفير مواصلات سهلة وميسّرة لمختلف محافظات المملكة وبتكلفة رمزية، لتمكين القرّاء من الوصول إلى المعرض، بحسب سامر أمين، مسؤول المؤسسة، في حديثه إلى "العربي الجديد"، الذي يقول فيه: "المبادرة انطلقت عام 2017، حيث وجدتُ من خلال تعاملي مع دور النشر وبائعي الكتب والمؤسّسات الثقافية أن نسبة القرّاء كبيرة خلافاً لما يُروّج عادة، وهي تتزايد يوماً بعد يوم".

يضيف أن "المشكلة لدى هؤلاء القرّاء الذي يُقدّرون بالآلاف هي أن الكتب التي بين أيديهم لا تقدّم شيئاً، أو أنها جيّدة لكنها لا تُقرأ بالطريقة الصحيحة، حيث لا يمتلكون أدوات حقيقية للقراءة، وهنا انبثقت ’مكتبجي‘ التي تسعى إلى تغيير طرق القراءة وآلياتها، والإجابة عن تساؤلات مثل: ماذا تقرأ؟ وما جدوى القراءة؟".

على هذا الأساس وُلد المشروع الذي استطاع أن يجمع قاعدة واسعة نسبياً من القرّاء على امتداد المحافظات الأردنية، ثم تكوّن فريق عمل لاحقاً لإقامة الأنشطة الثقافية التي تجمعهم، في "محاولة لترميم العلاقة بين الكاتب العربي والقارئ الأردني عبر تنظيم حلقات نقاشية حول مختلف النتاجات الإبداعية والفكرية"، على حدّ وصف أمين، الذي يلفت إلى أن "مكتبجي" دفعت إلى تجديد الصلة بين القارئ والأدب العربي التي توقّفت عند معظم الشباب عند الاطلاع على نصوص ربما تكون أحدثها لنجيب محفوظ، مع إقبالهم الملحوظ نحو قراءة الكتب المترجمة بغضّ النظر عن محتواها.

عدد القرّاء كبير خلافاً لما يُروّج، وهو يتزايد يوماً بعد يوم

أضاءت "مؤسّسة الوراقون الثقافية" على عناوين لا تعرضها وسائل الإعلام غالباً، أو لا تعرضها بالشكل الكافي، ولاحظ القائمون عليها أن الإقبال على قراءة الأدب الأردني يكاد يكون معدوماً، حيث تُعَدّ الأسماء المقروءة على عدد أصابع اليد، ومن هنا بدأ الاهتمام بكتّاب من مختلف الاتجاهات والأجيال الأدبية من أجل منح القارئ الأمل بوجود أدب أردني جيد ويستّحق القراءة.

ولفت أمين إلى أن فكرة تنظيم الرحلات من وإلى "معرض عمّان" انطلقت قبل تأسيس "مكتبجي"، مع عدم تأمين المؤسسات الثقافية مواصلات مجانية أو بسعر رمزي تتيح للقرّاء في الأطراف زيارة المعرض، فكانت أولى مهامّ المشروع الجديد تنظيم رحلة شارك فيها مئة قارئ خلال دورته التي انعقدت عام 2017، ليصل عددهم إلى ثلاثمئة وخمسين من خمس محافظات في العام التالي. وتضمّنت الرحلة برنامجاً اشتمل على محاضرات وجلسات نقاشية وجولات منظّمة إلى أجنحة دور النشر المشاركة في المعرض، وتطوّرت الفكرة عام 2019 من خلال إقامة لقاءات أكبر مع كتّاب ومترجمين أردنيين وتوفير خصومات أكبر للقرّاء المرتحلين.

ورأى أن رسالة "مكتبجي" تتمّثل في "صناعة القارئ المثقّف"؛ قارئ متخصّص ومتعمّق في مجال قراءاته سواء في الشعر أو المسرح أو الفلسفة أو الفكر أو التاريخ وغيرها، ولديه رؤية تجاه ما يقرأ، مستشهداً بمقولة الروائي الألماني غونتر غراس: "مَن سيقودون العالم هم مَن يعرفون كيف يقرأون"، متمنّياً أن تُعمّم الفكرة على بلدان عربية أخرى، وخلق شبكة واسعة من "المكتبجيين"؛ القرّاء الحقيقيين، الذي يتفاعلون في ما بينهم، وتحويل قراءاتهم إلى فعل منتِج ومؤثّر في حياتهم اليومية.

وختم أمين بأن طموح "مكتجي" لا يقف عند قراءة الكتب وعمل جلسات نقاشية حولها، إلى جانب تنظيم أمسيات شعرية وقصصية ومحاضرات علمية وتوفير المقالات والدراسات والمعلومات على منصّات المؤسسة في وسائط التواصل الاجتماعي، وتوفير مكتبة تحتوي نسخاً أصلية من الكتب بأسعار مخفضة، وإقامة نادٍ سنوي للقراءة لمدّة شهر يتضمّن برنامجاً مكثّفاً في القراءة بمختلف المجالات المعرفية، بل يتجاوزه إلى تأسيس صالون مفتوح يشتبك مع المشاكل والأزمات التي يواجهها المجتمع، كما سيتمّ إطلاق مشروع "مكتبجي بودكاست" خلال عام 2022، بهدف تقديم محتوى ثقافي وفكري على نطاق أوسع.

المساهمون