تزامن ظهور الملصق (الأفيش) مع بدايات السينما نهاية القرن التاسع عشر، في استعارة للرسومات التي كان تروّج للمسرح قبل ذلك، حيث تراوحت بين الكاريكاتير الذي يضخّم أشكال أبطال الفيلم أو يغيّر ملامحهم على نحو ساخر، أو الصورة الفوتوغرافية التي تختزل حكاية العمل، أو الرسوم التوضيحية لعدد من المشاهد.
"ملصقات السينما العربية: ذكريات وفنون" عنوان المعرض الذي يُفتتح افتراضياً عند الثامنة من مساء الأربعاء المقبل، الخامس والعشرين من الشهر الجاري، في "مكتبة قطر الوطنية" بالدوحة ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من أيار/ مايو المقبل.
يضمّ المعرض الرقمي مجموعة مختارة من الملصقات السينمائية (أفيشات الأفلام) المتميزة من أرشيف السينما العربية التي تحتفظ بها المكتبة التراثية في المكتبة ضمن أرشيفها، ويحتوي تلك الوثائق التي كانت تُعدّ من أهم وسائل الدعاية السينمائية لعرض الأفلام، وتتضمن عادة عنوان الفيلم وأسماء أبطاله وصورهم، وكانت توضع في داخل دور العرض أو في عدد من الأماكن العامة بهدف تقديم فكرة عن الفيلم وتسويقها للجمهور.
ويتناول المعرض "رؤية عامة عن نشأة هذا الفن في العالم العربي، وكيف انتقلت صناعته من أيدي مجموعة من الرسامين اليونانيين المقيمين في مصر إلى مجموعة من الرواد المصريين، من بينهم السيد راغب وجسور وأحمد فؤاد، وآخرين ممن أسسوا مجموعة مهمة من ورش تصنيع الأفيش في المنطقة العربية"، بحسب بيان المنظّمين.
ويلفت البيان نفسه إلى أن المجموعة المختارة "تعبّر عن قضايا مختلفة ومشتركة بين البلدان العربية وتدور أحداثها حول موضوعات مثل الحداثة والأصالة والتغيرات الاجتماعية والاهتمامات الإنسانية والقومية الأخرى، وأن محتويات المعرض مرتبة ضمن إطار يقدم سردًا عن تاريخ السينما وتطورها في العالم العربي، وفي الوقت نفسه يقدم نبذة عن بدايات السينما في الخليج".
تقول مريم المطوع، رئيس قسم إتاحة المجموعات بالمكتبة التراثية عن المعرض: "يبرز المعرض أعمال الفنانين العرب الذين اشتهروا برسم أفيشات الأفلام ونقلوا إلينا روح العصر والسمات المميزة للحقب الزمنية المختلفة التي عاشوا فيها عبر قطع فنية جذابة امتزجت بالألوان الزاهية والخطوط العربية والرسومات المتنوعة، وساهمت بشكل كبير في نجاح الأفلام التي صُنعت من أجلها".