أطلقت مجموعة من دور النشر في إدلب، شمال غربي سورية، مبادرة تسعى إلى تشجيع الأهالي على القراءة واستعادة الحياة الثقافية في المدينة التي تهددها الحروب، من خلال عرض جميع إصداراتها في مكان واحد، وتنظيم فعاليات ومحاضرات مرافقة.
خطوةٌ دفعت إلى إطلاق "معرض إدلب الأول للكتاب" الذي افتتح في "المركز الثقافي" بالمدينة في الرابع من الشهر الجاري، وتواصل حتى مساء الجمعة الفائت، ويأتي بعد أيام من افتتاح معرض مماثل للكتاب في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.
أشار المنظّمون إلى أن المعرض الذي يقام للمرة الأولى بعد سيطرة المعارضة السورية على إدلب منذ حوالي ثلاث سنوات، يأتي بعد تراجع النشاط الفكري والثقافي في المدينة على وقع المعارك وتبعات النزوح والاشتباكات، وتشارك فيه سبع دور نشر تحت شعار "قارئ اليوم قائد الغد".
ضمّ المعرض ستّة آلاف عنوان في مختلف حقول المعرفة
ضمّ المعرض ستّة آلاف عنوان في مختلف حقول المعرفة، كما تخلل نشاطات ثقافية من أمسيات شعرية وحفلات توقيع كتب، ما يشكّل خطوة يؤمل انتظامها في المستقبل نظراً إلى عدم توفّر إصدارات حديثة في مجالات مختلفة، إضافة إلى ارتفاع أثمان الكتاب.
كما يحاول القائمون على التظاهرة استقطاب الشباب وطلبة المدارس من أجل "إعادة ثقافة القراءة للناشئة والجيل الجديد في مواجهة الإنترنت وتطبيقاتها التي أبعدت الطلاب عن القراءة، على حدّ قول عبد الله درويش أحد المنظّمين، الذي لفت إلى إقبال الأهالي على المعرض حيث يأتي بعضهم لزيارته من مناطق بعيدة.
وقد خصّصت محاضرة للباحث عبد الحميد مشلح الذي أصدر مؤلّفات عدّة حول تاريخ إدلب منها "الظاهر والمدفون في بلاد الزيتون" (خمسة مجلدات)، و"إدلب: الحضارة والتاريخ"، و"الأهزوجة الشعبية في إدلب"، و"أغاني المهد وأفراح الأطفال في إدلب"، وغيرها.
واشتمل البرنامج على محاضرات للباحثين رياض وتار وعماد الدين رشيد وشذى بركات وسيف عبد الفتاح ومحمد جندلي وعبد الله الدرويش وعبد الله الكيلاني ونواف التكروروي وعصام البشير وموفق العمر، بالإضافة إلى حفلات توقيع عدد من المؤلّفين منهم عمار الأمير وإيمان محمد ومحمد عبدول وعمر حذيفة وأنس تدمري.
يُذكر أن عدداً من معارض الكتب أقيم خلال الأعوام الماضية لكن بعضها لم تنتظم إقامته، حيث احتضنت "جامعة إدلب" معرضاً عام 2019، كما أقيم معرض لكتب الأطفال في بلدة حزانو شمال إدلب في السنة ذاتها.