"مسرح الشنطة": دُمىً وظلالٌ للخروج من هامش اللُّجوء

21 يوليو 2022
من عرض "تحت الشجرة"
+ الخط -

بالمسرح وحده تحاول مجموعة من الفنّانين السوريين والعرب أن تستعيد ما أخذته منهم الحرب. تحتاجُ مجتمعات اللجوء والتهجير لمبادرات فنّية، ولو كانت بسيطة، حتى تلتئم من جديد ولتجتمع فيها أجيالٌ مختلفة.

"مسرح الشنطة" عنوان لإحدى هذه المبادرات التي تأسّست في صيف 2020 بمدينة غازي عنتاب التركية، ويسعى القائمون عليها إلى جعل فكرتهم عاملاً للتّغيير في المجتمعات، وتوفير مساحات مفتوحة للتّعبير الحرّ وتتوجّه في أغلب عروضها للأطفال مستخدمة تقنيات مسرح الظلّ والدمى. 

تحدّثت "العربي الجديد" مع روان التكريتي وهي منسّقة المشروع، من أجل التعرّف أكثر على أنشطة الفريق ورؤيته ومن هم مؤسّسوه. بدأت التكريتي حديثها حول فكرة المشروع الأولى بالإحالة إلى ما جاء في الملف التعريفي لـ"مسرح الشنطة" من أنّ "دينامياته الدرامية الأساسية... ناجمةٌ عن التَّماسِ ما بين المجتمعات المستضيفة والمجتمعات اللاجئة. وأوضحت أنّ "'مسرح الشّنطة' جاء بمبادرة من 'المسرح العربي في السويد' (أرابيسكا تياترن) وبدعم من 'المعهد السويدي للمسرح'، وشركة 'باب الشمس' للإنتاج الفني في تركيّا".

تكوين فرقة مسرحية عربية في المهجر تحدٍّ صعب جدّاً

والملاحظ من أنشطة الفريق أنّ القائمين عليه ذوو خلفيات أكاديمية متنوّعة وبعضهم قد تخرّج من "المعهد العالي للفنون المسرحية" بدمشق. وفي هذا السياق تقول التكريتي: "يتكوّن الفريق من ثمانية أشخاص هم: مصطفى سليمان (كاتب ودراماتوج) وولاء طرقجي (مصمّمة سينوغرافيا ومسؤولة تصميم دُمى) وقاسم الأبرش (مساعد سينوغرافيا ومسؤول تقني) وبشر زعيتر (منتج موسيقي)، أمّا الممثلون فهم: لارا النجار ووليد شلاش، ولؤي الكردي، بالإضافة إلى متطوّعين ومتطوّعات في المسرح: سالي ترك وكنانة خطّاب ورهام الحبّال وعبد السلام جرود وأمجد قسّوم". 

وحول القنوات التي من خلالها يتواصل الفريق بها مع الجمهور سواء كانوا أطفالاً أو حتّى عائلاتهم، تابعت التكريتي حديثها: "نقوم بإيصال نشاطاتنا للأطفال وعائلاتهم من خلال قنوات السوشال ميديا الخاصة بالمسرح، بالإضافة إلى نشر إعلانات مطبوعة في النقاط الحيوية التي يتردّد عليها المتحدّثون باللغة العربية. ففي عروضنا الخمسة التي أقيمت في شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو الماضيين استطعنا الوصول إلى 150 شخصاً حضروا العروض، كما أنّ لدينا 6700 مشاهدة لعرض 'تحت الشجرة' على اليوتيوب، و3200 مشاهدة لعرض 'شاطئ الحكايا'".

الصورة
روان التكريتي
روان التكريتي

ولكلّ منجز محطّات وتفاصيل يستذكرها الجميع ويشعرون من خلالها أنّهم لامسوا الهدف الذي يحلمون بالوصول إليه، وعن هذا تتحدّث التكريتي: "في عامي 2020 - 2021 أنتجنا عروضاً مسرحية ولكن لم نستطع تقديمها للجمهور بسبب ظروف الكوفيد - 19، أمّا اليوم فقد استطعنا القيام بأحد العروض الحيّة 'تحت الشجرة' كما قدّمنا عروضنا لجمهور في مسرح. وقمنا أيضاً بورشات لصناعة دمى للأطفال أونلاين وكانت تحدياً كبيراً للفرقة بسبب ظروف الكوفيد مع ذلك أقمنا ثلاث ورشات واستفاد منها حوالي 15 طفلاً". 

وحول التعاونات التي يعمل عليها الفريق، أو حتّى المنافسات مع فرق أُخرى، خاصّة أنّهم في عروض الظل التي يعملون على تقديمها هي في إحدى وجوهها فنّ تراثي، توضّح  التكريتي لـ "العربي الجديد": "إن تكوين فرقة مسرحية في المهجر تتحدّث باللغة العربية تحدٍّ صعب جدّاً بظل الظروف العامة التي يعيشها المهاجرون السوريون في البلدان المختلفة، بيد أنّنا لا ننظر للمسرح أو المسارح الشبيهة كمنافسين وإنما كتجارب يجب التعلّم منها والاستفادة من خبرتها وممارساتها الفنية المتنوعة. المسرح أنواع ويرتبط نوعه بهدفه الوظيفي، هناك عروض مسرحية تهدف لحفظ التراث الشفهي، وعروض أخرى تفتح مساحات للحوار والنقاش في القضايا التي تواجه المهاجرين عموماً في بلدانهم. وهناك تعاونات بدأها 'مسرح الشنطة' مع المسارح التركية المستقلّة مثل 'مسرح بير باشكا تياترو' وتعاونات مع القطاع الخاص كالكافيهات والمطاعم أماكن تجمعات المتحدّثين باللغة العربية".

صحيح أنّ تجربة الفرقة ارتبطت بمجتمع اللجوء جمهوراً ومؤدّين، إلّا أنّهم لا ينظرون إلى الداخل السوري بوصفه ظلّاً إنّما امتدادٌ، فاثنان من الأعضاء من مؤسسي "فنون الحارة" وهي مؤسّسة تهتم بالقيام بأعمال مسرحية للأطفال في الداخل السوري. كما يطمح الفريق إلى القيام بتعاونات أوسع على صعيد العمل في الداخل السوري كون طبيعة أعماله تنتاول دائماً القضايا المرتبطة بالسوريين سواءً بالداخل أو بالخارج.

المساهمون