"مسارات 2": أربع تجارب بالألوان المائية

16 اغسطس 2022
عمل لـ حسني أبو كريم (من المعرض)
+ الخط -

أطلق "غاليري المرخية" في الدوحة الجزء الأول من معرض "مسارات" في نهاية أيار/ مايو الماضي، حيث استمرّ حوالي شهرين، وضمّ أعمالاً لكلّ من الفنانين فرج دهّام من قطر، وراشد دياب من السودان، وجمال عبد الرحيم من البحرين، ومزاحم الناصري من العراق.

استكمالاً لرؤية الغاليري في تقديم تجارب وأساليب مختلفة لعدد من الفنانين العرب الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة كذلك، يُفتتح عند الخامسة من مساء اليوم الثلاثاء معرض "مسارات 2"، والذي يتواصل حتى الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

(عمل لـ عبد الله أسعد، من المعرض)
(عمل لـ عبد الله أسعد، من المعرض)

يشارك في المعرض الفنان التشكيلي حسني أبو كريم من الأردن، الذي يجمع بين التدريس الأكاديمي والرسم الذي يعتمد عادة الألوان المائية في رسم الطبيعة بوصفها المرجعية الأولى لمعظم أعماله؛ أعمال تتضمّن بانوراما متنوّعة من التفاصيل في المشهد الواحد، والحضور الدائم للإنسان وأحياناً المعالم التراثية في تلك المناظر الطبيعية.

يحضر اللون كعنصر أساسي في اللوحة، في إبراز لكثافته وتعقيداته التي تتماهى مع اختيار الفنان لطبيعة الوقت ضمن ساعات النهار غالباً، مع تركيز على سطوع الشمس ودرجة إنارتها في اللوحة، إلى جانب الاهتمام بتقديم الكتل الكبيرة في المشهد وخاصة الصخور والشجر.

(عمل لـ زيد الزيدي، من المعرض)

أمّا الفنان سالم مكور من العراق، فيلجأ إلى الألوان المائية في تصوير مشاهد مختلفة من الطبيعة، ومنها منطقة الأهوار في الجنوب العراقي، والحياة اليومية حيث الأفق المفتوح والخلفية المشرقة والعميقة، والألوان المبهجة والحيوية وكذلك الصحراوية الحارّة، مع الإيحاء دائماً بوجود حركة وبُعد درامي في العمل من خلال حضور لعناصر بشرية أو حيوانية. 

(عمل لـ سالم مذكور، من المعرض)
(عمل لـ سالم مذكور، من المعرض)

ويذهب مواطنه الفنان زيد الزيدي إلى رؤية أكثر واقعية، قادرة على تقريب البشر من الطبيعة، وهو ما يقوم به من خلال الألوان المائية، مع حرض على تضمين العمران في أعماله، حيث يستحضر القباب والمآذن وغيرها من العناصر التي ترتبط بالموروث العربي الإسلامي.

بدوره، يعتبر الفنان السوري عبد الله ميشيل أسعد أن اختياره للألوان المائية/ كأداة رئيسية للتعبير الفني، أمرٌ مستمدّ من التحدّي المستمر الذي يواجهه لإعادة اكتشاف اللون، ويشير في تقديمه لأعماله المشاركة إلى أن الواقعية تمتزج بروح المكان مرتكزة إلى لغة من الألوان التي تعينه على إبراز عناصر معينة من الحياة اليومية، مع إحفاء البعض الآخر عن عمد، لتعكس النتيجة النهائية إحساساً بالبساطة في تقديم الواقع.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون