"مدينة الآداب والكتاب": ارتجالات معرض بديل

26 مارس 2021
من المعرض
+ الخط -

حين جرى الإعلان، منذ أسابيع، عن تأجيل دورة هذا العام من "معرض تونس الدولي للكتاب" إلى تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، استاء الناشرون مما اعتبروه قرارات ارتجالية وقلة حيلة لدى اللجنة المنظمة، والتي تشرف عليها وزارة الثقافة.

من هذا المنطلق، أطلق "اتحاد الناشرين التونسيين" و"المركز التونسي للكتاب"، وبإشراف وزارة الثقافة أيضاً، مبادرة بتنظيم معرض "تونس: مدينة الآداب والكتاب" الذي يقام في الشارع الرئيسي لتونس العاصمة منذ 16 من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الخامس من الشهر المقبل.

ولعلّ نظرة سريعة إلى البرنامج تحيل إلى الارتجالية التي تتسم بها التظاهرة، إضافة إلى عدم الاجتهاد في جلب كتب لا يجدها القارئ التونسي في المكتبات خلال أيام السنة، حيث تغلب كتب دور النشر التونسية. وأكثر من ذلك، لم يخلق المعرض حركية كتب جديدة وكأن الناشرين أنفسهم غير مؤمنين بجدواه.

تغلب على برنامج التظاهرة التكريمات، والندوات ذات المواضيع الفضفاضة مثل الندوة الافتتاحية "في الكتاب حياتنا"، والتي شارك فيها الأكاديمي مبروك المناعي (وهو مدير هيئة تنظيم معرض تونس الدولي للكتاب)، وصلاح الحمايدي (رئيس "اتحاد الكتّاب التونسيين")، ومحمد رياض بن عبد الرزاق (رئيس "اتحاد الناشرين التونسيين")، والمؤرخ هادي التيمومي، والباحثة في اللسانيات أميرة غنيم.

كما جرى استغلال تقاطع المعرض مع ذكرى استقلال تونس، يوم السبت الماضي، لتنظيم تظاهرة شارك فيها كل من المؤرخ عبد الستار عمامو وكاتب الروايات التاريخية حسنين بن عمو. لكن لم يجر استثمار ذلك لخلق أجندة بحثية حول الاستقلال بطلب محاضرات خاصة بالندوة، بل تم الاكتفاء بالحديث في عموميات من قبيل كيف نعيد كتابة تاريخ تونس.

هذه الخيارات تركت التظاهرة في الظل. أسوأ من ذلك، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي موجة انتقادات بسبب خيارات التكريمات، والتي تضمّنت أسماء لا تعبّر عن أجود ما في الساحة الثقافية التونسية مثل مي القصوري وهي من وجوه البرامج السجالية، وليدي سمارا باعتبارها من "المؤثرين" على شبكات التواصل الاجتماعي. حتى أن البعض أشار إلى أن هذا النوع من التكريمات هو مجرّد محاولة لفت انتباه إلى المعرض. لكن ما جدوى لفت الانتباه لتظاهرة يجري الإساءة إليها بمثل هذه المبادرات؟

المساهمون