حتى التاسع عشر من الشهر الجاري، يتواصل معرض "مدد" الذي افتتح في "غاليري سفر خان" بالقاهرة في الحادي عشر من الشهر الماضي، ويضمّ مئة عمل حروفي للفنانين عثمان أندرو يانج من اسكتلندا، ومحمد حسن ورنا شلبي من مصر.
يستمدّ المعرض عنوانه من المفردة الصوفية التي تعني إغاثة الخالق لعباده، وهي تشتبك مع رؤية أوسع امتلكها التصوف تجاه الحرف باعتباره المبدأ الموحّد للكون، وأنه سلسلة من النقاط المتتابعة التي تشكّل وحدات للقياس، وتمثّل وجود الإله في الكائن الذي يتحرّك بمشيئته فدلّت كتابتهم على الرقص والمشي والانتقال من موضع إلى آخر.
يقدّم عثمان يونغ أعمالاً تتضمّن آيات قرآنية، وعدة تصاميم لموتيفات تراثية منها "خمسة وخميسة" التي تحيل إلى درء الحسد في الثقافة الشعبية، وهو يستخدم ألوان الباستيل في لوحاته التي تعتمد ألواناً ساطعة ومشعة في تشكيل حروفه.
الفنان الذي أقام في مصر والسودان لسنوات عديدة منذ ثمانينيات القرن الماضي، واطلع على الطرق الصوفية التي ولّدت لديه اهتماماته الأولى تجاه الخط العربي، حيث أقام معرضه الأول عام 2000 وضمّ أعمالاً نفذها ضمن أسلوب تقليدي لا يخرج عن المدارس الحروفية الكلاسيكية، قبل أن ينزع نحو التجريد في أعماله لاحقاً.
أما محمد حسن الذي درس في "بيت جميل للفنون التراثية" فيجمع بين الممارسة التشكيلية وبين البحث في تاريخ الخط العربي وتطوّر أنماطه ومنها "الجامع في خط الرقعة"، وتتضمّن أعماله المعروضة العديد من الحكم التي اختارها لمجموعة من المتصوّفة مثل محيي الدين بن عربي وابن عطاء السكندري، ونفّذها باستخدام وسائط مختلفة كالورق والأخشاب والجص والخزف وغيرها.
في عام 2007، بدأ كتابة المصحف ضمن مشروع دمج فيه بين مصحف المدينة ومصحف الشمرلي الذي كتبه الخطاط المصري سعد حداد (1911 – 2011)، واستغرق حسن أربع سنوات حتى أتمّ نسخة إلكترونية من المصحف.
تقدم الفنانة رنا شلبي التي تعيش بين بيروت والقاهرة لوحات تركّز على الحركة الجسدية بالطاقات الروحية من خلال اعتماد الأشكال الهندسية، وتتناول مفردات وعناصر زخرفية مستمّدة من معالم القاهرة الفاطمية في رسم المساجد والتكايا والزوايا، كما تحاكي في بعض الأعمال رقصات الصوفية.
الفنانة التي حازت درجة الماجستير في الفنون والعمارة عام 1988 من "الجامعة الأميركية" في القاهرة، أقامت عدة معارض شخصية لأعمالها في فرنسا وبريطانيا والأردن ومصر، وأصدرت أيضاً عدة دراسات معمارية، كما عملت في مشروع إعادة إعمار مسرح القرنة في الأقصر سنة 1982 تحت إشراف المعماري حسن فتحي.