"مجالس الفنون": دوة تأسيسيّة

30 اغسطس 2022
من حفل الهادي حبوبة (تصوير: سفيان حمداوي)
+ الخط -

ارتبط اسم مدينة الحمّامات التونسية بمهرجانها الصيفي الذي يُعدّ ثاني أكبر التظاهرات الفنّية في البلاد بعد "مهرجان قرطاج". ويمتدّ هذا الارتباط إلى إلى قرابة الستين عاماً، عندما أُقيمت الدورة الأولى من فعالياته عام 1964، ومنذ ذلك التاريخ صار محطّة سنوية منتظرة لطابعه الجامع ما بين الدولي والمحلّي.

هذا العام، كانت المدينة على موعد آخر أيضاً، فبعد انتهاء الدورة السادسة والخمسين من "مهرجان الحمّامات الدولي" في التاسع عشر من الشهر الجاري، أُعلنَ عن انطلاق الدورة الأُولى والتأسيسية من تظاهرة "مجالس الفنون" التي بدأت فعالياتُها يوم الجمعة الماضي، وتُختَتم مساء هذا اليوم، في محاولة من المنظّمين لرفد الحركة الثقافية والفنّية في المدينة وعدم حصرها بتظاهرة واحدة تغلب عليه الأنشطة الموسيقية.

وتجمع التظاهرة فنوناً مختلفة، إلّا أنّها تكتفي بالمشاركات المحلّية تحت شعار "اسمع وتفرّج تونسي"، حيثُ شهد اليوم الأوّل منها حفلاً موسيقياً قدّمه المطرب الشعبي الهادي حبوبة وأحيا فيه ذكرى الفنّان إسماعيل الحطّاب (1925 – 1994). كذلك افتُتح في اليوم نفسه معرض تشكيلي بعنوان "الياسمين" احتضنته "دار سيباستيان" (فضاء المركز الثقافي الدولي بالحمامات)، ويستمرّ حتى 15 من أيلول/ سبتمبر المُقبل.

أمّا المخرج محمد منير العرفي فقد وقّع أمسية السبت بعرضه المسرحي الذي حمل عنوان "ديما نضحك ديما زاهي"، وفيه يشتغل على إعادة التعريف بالتراث الموسيقي الساخر في تونس من خلال أداء الممثّلين لأغاني شعبية مستمّدة من أعمال الهادي السملالي ومحمد الجراري وحمادي الجزيري وآخرين.

وبعد غياب دام سنوات، عاد الفنّان المسرحي مقداد السهيلي ليقدّم عرضه "حسين في بكين"، المسرحية التي أثارت الجدل في "مهرجان المنستير" وتقرّر إلغاؤها لاحقاً بعد أن كانت مبرمجة في 7 آب/ أغسطس الجاري، بسبب تأويلات المنظّمين الذين رأوا فيها مسّاً برموز سياسية. إلّا أنّ العرض في حقيقته سخرية لاذعة من الأوضاع الاجتماعية والفنيّة في البلاد. 

كما شهدت ليلة أمس حفلاً موسيقياً قدّمه المايسترو عبد الرحمن العيادي، بمشاركة غنائية مع نور الدين الباجي والشاذلي الحاجي وسارة النويوي. في حين تُختتم التظاهرة مساء اليوم بعرض "للفرقة الوطنية للموسيقى"  بقيادة المايسترو يوسف بالهاني، بمشاركة كلّ من: أسماء بن أحمد، وألفة بن رمضان، ورنا زرّوق، ومحمد الجبالي، وغازي العيادي، وأحمد الرباعي.

المساهمون