بعد أشهر من انطلاق أشغال ترميمه، يفتح "متحف باب العقلة" في مدينة تطوان، شمال غرب المغرب، أبوابه مُجدّداً للزوّار ابتداءً من اليوم الجمعة، وفق ما أعلنت "المؤسّسة الوطنية للمتاحف"، وهي هيئةٌ رسمية تتولّى إدارة المتاحف في البلاد، أُنشئت عام 2011.
يعود تاريخ إنشاء المتحف إلى عام 1928؛ حيثُ حمل تسمية "المتحف الإثنوغرافي"، واتّخذ من مبنى في "زنقة المقدم" مقرّاً له، قبل نقله إلى المبنى الحالي في "باب العقلة" عام 1948.
ويحمل المتحف اسمَ واحد من الأبواب السبعة في المدينة العتيقة لتطوان، والتي صنّفتها "اليونسكو" ضمن قائمة التراث العالمي عام 1997؛ وهي، بالإضافة إلى "باب العقلة": "باب التوت"، و"باب النوادر"، و"باب المقابر"، و"باب الرموز"، و"باب الصعيدة"، و"باب الجياف".
وتختلف تفسيرات الباحثين لتسمية "باب العقلة"؛ من بينها أنّ العقلة تحريفٌ لكلمة العقلاء؛ حيث تُشير الكلمة، وفق هذا التفسير، إلى حُكماء المدينة الذين كانوا يجتمعون في المكان. وقد غيّر الاحتلال الإسباني لتطوان (1860 - 1862) اسم المدخل إلى "باب الملكة"، في إشارة إلى الملكة الإسبانية إيزابيلا الثانية.
ستكون أُولى فعاليات المتحف، بعد افتتاحه الجديد، معرضٌ توثيقي، ينطلق اليوم، بعنوان "تطوان: الإنسان ومحيطه"، يُخصّص للإضاءة على تاريخ المدينة وثقافتها، عبر ثلاثة أقسام، يتناول الأوّل الجوانب التاريخية والجغرافية للمدينة منذ إعادة بنائها في القرن الخامس عشر وحتى فترة الاحتلال الإسباني، مروراً بفترة ازدهارها بين القرنَين السادس عشر والثامن عشر، ووصولاً إلى القرنين التاسع عشر والعشرين.
ويتناول القسم الثاني التنظيم الحضري للمدينة العتيقة وعناصرها المعمارية ومكوّناتها؛ مثل الخشب المنقوش والمصبوغ والزليج والإفريز وشواهد القبور والأبواب، مضيئاً على منظومة توزيع المياه في أحيائها، وهي منظومة تعود إلى القن السادس عشر، بينما يُخصَّص القسم الثالث للفنون والحرف التقليدية التي انتشرت في المدينة وحضرت فيها التأثيرات الأندلسية والعثمانية والسيفردية.