في آذار/ مارس 2020، صدر كتاب "ماركس ضد نيتشه.. الطريق إلي ما بعد الحداثة" لأوّل مرة عن "دار روافد" بالقاهرة. في تلك الفترة وصل فيروس كورونا إلى المنطقة العربية لتشهد صناعة الكتاب وترويجه تقلّصاً ملحوظاً مع إيقاف تنظيم معارض الكتب.
غير أن كتاب "ماركس ضد نيتشه" عرف كيف يشقّ طريقه إلى جمهوره، وقد صدرت منذ أيام طبعة جديدة منه، وهو ما يؤشّر إلى وجود طلب على الكتابات الفكرية في حال كانت تخاطب القارئ العادي والمتخصّص في آن، وتقدّم قيمة مضافة إلى وعي المتلقي.
يدرس العمل "ما بعد الحداثة" كفكرة وكمفهوم لدى كل من الفيلسوفين الألمانيين كارل ماركس وفريدريك نيتشه. يرى دوير أن "ثنائية ماركس نيتشه ستستمر معنا في القرن الحادي والعشرون وربما بصورة أكثر وضوحا ًمن ذي قبل"، وهو بذلك يجادل من يرون أن الفيلسوفين الألمانيين باتا قطعة متحفية تشير إلى القرنين التاسع عشر والعشرين.
بذلك يقدّم العمل زوية نظر جديدة لما بعد الحداثة، حيث يدرسها في مدوّنة القرن التاسع عشر، على الرغم من كون أبرز نصوصها يعود إلى منتصف القرن العشرين في أعمال جان فرنسوا ليوتار وجك دريدا وجياني فاتيمو.
يتميّز الكتاب بنزعة نقدية، حيث أنه يتصدّى مثلاً إلى تحوّل ما بعد الحداثة إلى حجاب يُخفي عن التمثّل الذهني حقيقة العالم، ويرى دوير "أننا أمام حالة إقصاء تاريخية كبري لمجمل الإبداع الفلسفي والأدبي الذي يخرج عن قواعد وتصورات ما بعد الحداثة".