"ليلة الفتلة" لـ خوزيه ترييانا.. حضور عربي

08 يونيو 2022
(ملصق العرض)
+ الخط -

نشَر الشاعر والكاتب الكوبي خوزيه ترييانا (1931 – 2018)، مسرحيته "ليلة القتلة" سنة 1965، التي صوّر خلالها التمرد على السلطة الأبوية بتمثلاتها المتعدّدة سياسياً ودينياً واجتماعياً، وكيف يمكن أن تؤسس لتغيير حقيقي أو تنزاح نحو الفوضى.

تُرجم العمل إلى اللغة العربية عام 1980، ضمن سلسلة "روائع المسرح العالمي" التي تصدر عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب", بترجمة وتقديم الناقد المصري فتحي العشري، ومنذ ذلك الوقت قدّم العمل على خشبة المسرح لأكثر من مرة في بلدان عربية عدة.

في هذا السياق، تُعرض "ليلة القتلة" عند السابعة من مساء غدٍ الخميس في "قاعة صلاح عبد الصبور" بالقاهرة، وسيعاد عرض العمل الذي يحمل توقيع المخرج صبحي يوسف وإنتاج "فرقة مسرح الطليعة" حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

يلتزم يوسف بأحداث العرض التي تدور حول ثلاثة أشقاء قرروا، كلٌ على طريقته، الخروج على سلطة والدهم وتقاليد والدتهم في وقتٍ واحد، ولكن بشكلٍ غير مباشر، إذ لا تتجاوز حدود هذا التمرد جدران غرفتهم، حيث يقومون بالتخطيط لثورتهم المتخيلة التي تهدف إلى تغيير القواعد السائدة في المنزل، وإعادة ترتيبه وفق رغباتهم.

ويشارك في التمثيّل كلّ من: نشوى إسماعيل، وإميل شوقي، ومروج، وياسر مجاهد، ولمياء جعفر، وشيماء يسري، وكتب أشعار العمل عوض بدوي، كما وضع الموسيقى والألحان محمد حمدي رؤوف، بينما أُسند تصميم الإضاءة لإبراهيم الفرن.

يتضمّن حوار الأشقاء انتقادات قاسية وعميقة للاستبداد والذي يساهم في تنشئة خاطئة للأفراد الذين يقبعون تحت حكم مطلق بعيداً عن المشاركة وقدرتهم على التعبير عن آرائهم وتمثيل أنفسهم، ويجعلهم يعيشون حالة مركبة من الخوف والشك بكلّ ما يحيط بهم.

الرغبة بالتحرّر من هذه القيود تدفع الإخوة إلى تجاوز حدود إعادة ترتيب المنزل، والخروج على القواعد التي فرضها الوالدان، إلى احتجازهما وتقديمهما إلى محاكمة جزاء ما اقترفا من أخطاء بحق ابنائهما، لكن سرعان ما تتبدل غايتهم، ويفكرون في قتلهما.

قتل الأب يستدعي وضع عدد من السيناريوهات لتنفيذه وسط مشادات ونقاشات لا تنتهي بين الأشقاء الذين يتواجهون مع معطيات غابت عن أذهانهم، وتتعلّق باحتمال اكتشاف فعلتهم وتعرّضهم للملاحقة والعقاب وبالتالي عدم تمكنهم من التخلّص من واقعهم.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون