"ليالي مليانة الأندلسية": تاريخ الموسيقى في المدينة

19 يوليو 2022
(من مدينة مليانة)
+ الخط -

تسعى عشرات الجمعيات الموسيقية التي تأسّست على امتداد الجزائر إلى الحفاظ على الموروث الأندلسي الذي بدأ حضوره منذ القرن الخامس عشر الميلادي، وتطوّرت أساليبُه بسبب تفاعله مع العديد من الفنون الشعبية في البلاد، وإدخال آلات تقليدية جزائرية في عزفه.

في هذا السياق، تأسّست "الجمعية الزيرية" في مدينة مليانة (120 كلم جنوب غرب الجزائر العاصمة) عام 1997 وأطلقت مهرجاناً يحمل اسم "ليالي مليانة الأندلسية"، والذي تنطلق فعاليات دورته الثالثة عند السادسة من مساء بعد غدٍ الخميس، وتتواصل حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

تحمل الدورة الحالية من "ليالي مليانة الأندلسية" شعار "ألحان الحرية"، وتُفتتح بمحاضرة يقدّمها الباحث عباس كبير بن يوسف حول تاريخ الموسيقى في المدينة، حيث يستعرض إدماج أنماط مثل الزرنة، وهي موسيقى عثمانية الأصل بالموسيقى الأندلسية خلال القرن التاسع عشر، وهو ما أحدث تغيّرات فنّية في بنيتها وأكسبها طابعاً كلاسيكياً.

ويعود المحاضِر إلى أسماء عديدة من مدينة مليانة عُرفَت بطايع الزرنة ومنهم الشيخ الطيب مجبر، وأحمد بن مراد، ولخضر بوعداين، وجزار عبد الرزاق المدعو زازاك، وبوعبد الله زروق وعزايزية بغدادي، وآخرين ممن أثروا في هذا الطابع، إلى جانب المدارس الثلاث التقليدية في الموسيقى الأندلسية، وهي: الغرناطي والمالوف والصنعة.

وتشتمل التظاهرة التي تقام في "ثانوية محمد عبده"، على معرض يوثّق التراث الموسيقي في المدينة، ومساهمة "الجمعية الزيرية" في إحياء موسيقى الآلة من خلال عروضها والدورات التدريبية التي تقيمها على مدار العام.

وتُقام في اليوم الثاني ثلاثةُ عروض موسيقية لكلٍّ من "فرقة عثمان بويداردورن" التي تؤدّي مقطوعات تنتمي إلى موسيقى الزرنة الشعبية، و"فرقة الزيرية" التي تقدّم العديد من المدائح والموشّحات، كما يؤدّي الفنان سمير تومي وصلات من موسيقى الحوزي التي تختلف عن الموسيقى الأندلسية بإنشاد قصائد باللهجة الدارجة.

في يوم الختام، تنظّم ثلاث حفلات أُخرى لـ"فرقة الرزنة" بقيادة الموسيقي بن يوسف الريس، وللفنانة صباح التي تقدم وصلات من الموسيقى الأندلسية، وللفنّان عزازية يوسف الذي يؤدّي تنويعات من الموسيقى الشعبية.

المساهمون