طوال الأشهر الثلاثة الماضية، تواصلت فعاليات العديد من التظاهرات الموسيقية في مدن تونس التي عاد بعضها بعد غياب سنتين نتيجة الإجراءات التي فرضتها جائحة كورونا، مثل "مهرجان الموسيقى السيمفونية بالجم"، فيما تأثّر بعضها الآخر بانخفاض الميزانيات بسبب قلة الدعم الرسمي كما حصل مع "مهرجان قرطاج".
في آخر هذا الصيف، انطلقت، مساء السبت الماضي، فعاليات الدورة التاسعة من "مهرجان ليالي العبدلية" التي تحتضنها مدينة المرسى (18 كلم شمال تونس العاصمة) وتتواصل حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، بمشاركة عشرة عروض.
التظاهرة التي تستضيف أشكالاً متعدّدة من الغناء والموسيقي، اختارت عرض "زخرف" للافتتاح مع العازف البشير السالمي، الذي يتضمّن تقاسيم ومقطوعات طربية، أدّاها الفنان رؤوف عبد المجيد على أنغام التشيللو والقانون والعود والطار والطبلة. كما شاركه الحفل مجموعة من الفنّانين التونسيين، هُم: علياء بلعيد التي أدّت أغنية "يا مسهّرني" من ألحان سيد مكاوي، ونور الدين الباجي الذي قدّم أعمالاً لكلّ محمد عبد الوهاب والهادي الجويني وليلى عزيز.
وأقام الفنان علي بن قدور حفلاً مساء الأحد الماضي، يعكس تصوّره الذي يوظّف الطريقة العيساوية وأناشيدها، لكنه يشير في مقابلاته الصحافية السابقة إلى أن ما يقدّمه هو، وما يقدّمه غيره، في هذا السياق لا يندرج تحت "الموسيقى الصوفية" التي لا وجود لها أساساً.
وشارك في الأيام السابقة كلّ من الملحّن والمؤدّي صلاح مصباح الذي ألّف العديد من الأغاني الوطنية والعاطفية والموسيقى التصويرية لأعمال درامية تونسية منذ تسعينيات القرن الماضي، والفنانة أميرة لوبيري التي شاركت في عدد من الأعمال الأوبرالية.
ويقام اليوم حفل لـ"المجموعة النسائية" في مدينة المرسى، على أن يؤدي الفنان نافع العلاني عرضه الموسيقي "مشموم" مساء غدٍ الخميس، والذي يستمدّ عنوانه من المفردة التي تدلّ على العطر في الدارجة التونسية، ويتواصل المهرجان في الأيام المقبلة بعروض لمسرحية "ع الصول" للفنان محمد الجبالي، وهي عمل استعراضي غنائي ينتقد واقع الموسيقى في تونس، وعرض مالوف بعنوان "قماري" للفنان مكرم الأنصاري، وعرض موسيقى الراب للفنان غوست مان، ليُختتم المهرجان بمسرحية "دونكيشوت" للفنان الشاذلي العرفاوي.