"قطر الفلهارمونية": برامز في مواجهة هايدن

20 فبراير 2022
أوركسترا قطر الفلهارمونية في حفل سابق
+ الخط -

في عام 1876، قدّم يوهانس برامز سيمفونيته الأولى التي استغرق تأليفها نحو ثماني سنوات، حيث نالت استقبالاً حاراً، لكنه لم يكن راضياً عنها تماماً، وراجع الحركة الثانية فيها لأكثر من مرة، وكتب لأصدقائه أنها ليست ساحرةً تماماً، وشكا الصعوبات التي واجهته في أثناء التأليف.

شكّل هذا العمل منعطفاً أساسياً في مشوار المؤلّف الموسيقي الألماني (1833 – 1897)، وتبع ذلك سلسلة من الأعمال الأوركسترالية التي لاقت استحساناً ورواجاً، ومُنح العديد من الأوسمة آنذاك، ما دفعه إلى تغيير صورته أيضاً، فأطلق ذقنه التي ظلّ يحتفظ بها حتى رحيله.

تقيم "أوركسترا قطر الفلهارمونية" حفلاً موسيقياً بعنوان "برامز يقابل هايدن" عند الخامسة من مساء الجمعة المقبل على خشبة مسرح "مركز قطر للمؤتمرات" في الدوحة، ويشتمل على "تنويعات هايدن" والسيمفونية الثانية بسُلّم ري الكبير.

وضع برامز عام 1973 تنويعات أوركسترالية" حول إحدى مقطوعات المؤلّف الموسيقي النمساوي جوزيف هايدن (1732 – 1809) التي ستصبح من أكثر أعماله التي عزفها على البيانو شهرةً، وهي "شهادة على إتقان برامز تقنية التباين"، بحسب بيان المنظّمين الذي يشير إلى أن هذه التنويعات "تستند إلى موضوع بسيط كان يُعتقد أنه من تأليف جوزيف هايدن في ذلك الوقت، على الرغم من أن هذا الإسناد غير صحيح".

كذلك تؤدي الأوركسترا سيمفونية برامز الثانية المعزوفة بسُلّم ري الكبير، وهي واحدة من أكثر أعماله بهجة، وذلك بسبب أنها أُلِّفَت خلال عطلة صيفيّة عام 1877 في أثناء إقامة برامز على ضفاف بحيرة نمساويّة، وقد ألّفها بسرعة قياسية مقارنة بسيمفونيته الأولى.

وتشارك العديد من الآلات في عزفها، كالفلوت والأوبس والكلارنيت والباسون والأبواق والترمبون والترومبيت، وقدّم عرضها الأول في فيينا، حيث اعتبرها النقاد أنها تنزع نحو مزاج رعوي يذكّر بالسيمفونية السادسة لبيتهوفن، لكن برامز كتب لناشره حينها أن السيمفونية "حزينة جداً، لدرجة أنك لن تكون قادراً على تحمّلها. لم أكتب قطّ أي شيء حزين جداً، ويجب أن تظهر النتيجة في حداد".

وحافظ برامز في السيمفونية الثانية على المبادئ البنيوية للسيمفونية الكلاسيكية، إذ تؤطر حركتان خارجيتان حيويتان وحركة ثانية بطيئة تليها حركة شيرزو قصير.

المساهمون