"عمران" 41: الهجرة والتلوّث البيئي

07 اغسطس 2022
مها ملوح/ السعودية
+ الخط -

صدر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"معهد الدوحة للدراسات العليا" العدد الأربعون (صيف 2022) من دورية "عمران" للعلوم الاجتماعية، وتضمّن دراسات حول قضايا عدة، منها نمو سكان المناطق الحضرية في العراق، واللهجة الفراتية السورية، وغيرها.

تتقفّى دراسة "الهجرة والفعل التنموي للتحويلات المالية في المجال الحضري في تونس: أي دينامية للتنمية؟" لشهاب اليحياوي، الأثر التنموي للتحويلات المالية والرساميل الاجتماعية التي يأتي بها المهاجرون العائدون معهم إلى مجتمع المنشأ في المجالات الحضرية، مفترضين أنّ للهجرة دينامية تنموية وحضرية تجعل من المهاجرين فواعل تنموية في مجتمعاتهم المحليّة. ومن أجل ذلك، تتبّع الدراسة القطاعات والمجالات الأشدّ امتصاصًا لعوائد المهاجرين المالية، بتفكيك الخلفية السوسيولوجية لفعلهم التنموي، وهو فعلٌ ارتبط بمعايير وسياقات اجتماعية مختلفة، كان لها أثرٌ بيّنٌ في الفاعلية التنموية لسلوكهم الاستثماري.

"الوعي البيئي وتشكّل الحركات الاجتماعية الجديدة في مدينة تونسية: نضال المجتمع المدني ضد التلوث البيئي في مدينة صفاقس"، عنوان دراسة أسمهان بنفرج، التي خلُصَت إلى ثلاث نتائج: أولًا، إن الوعي الجماعي بأهمية البيئة السليمة، بوصفه شرطًا أساسيًّا للحياة المدينية لا ينشأ تلقائيًّا، بل يحتاج إلى مجتمع مدني منتج له. ثانيًا، إن منظمات المجتمع المدني، كالنقابة وغيرها، يمكن أن تتعامل مع بعض القضايا العامة من منظور مهني منفعي صرف، يُعطّل أهدافًا أشمل. ثالثًا، إن إعادة صياغة العلاقة التوصيفية والتحليلية بين مفهومي المجتمع المدني والحركات الاجتماعية مفيدة في دراسة مثل هذه القضايا.

غلاف الكتاب

وتتوقف دراسة "نمو سكان المناطق الحضرية في العراق وآثاره الاجتماعية والاقتصادية" لهاشم نعمة فياض عند التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية التي نتجت من نمو السكان الحضر، وما أفرزته من مشكلات كبرى على مستوى أزمة السكن، وخصوصًا السكن العشوائي والفقر والبطالة، ومساهمة ذلك بعد عام 2003 في تغذية الموقف السلبي للشباب من الأحزاب الدينية والسياسية الحاكمة، وعلاقة ذلك باندلاع انتفاضة تشرين 2019. كما تعالج الدراسة إشكالية هيمنة المدن الكبرى على الشبكة الحضرية ونتائجها.

أما دراسة "اللهجة الفراتية السورية في محافظة دير الزور: دراسة صوتية دلالية" لمسعود أحمد الخلف، فتسعى للكشف عن صلات القربى بين اللهجة الفراتية وبين الفصحى، حيث تبدأ بفحصٍ للّغة واللهجة، وبتعريفٍ ببيئة اللهجة المدروسة، متناولةً في الجانب الصوتي الظواهر الصوتية للّهجة؛ وذلك للكشف عن التغيّرات الطارئة عليها، ومقابلتها مع العربية الفصحى، وتعليلها، ومقارنتها بلهجات سورية أخرى. 

وفي باب "مناقشات"، نقرأ مناقشة بعنوان "الدولة التسلطية في المجتمعات العربية بين خلدون النقيب وعبد الله حمّودي: مساهمة مشرقية - مغربية في النظرية الاجتماعية النقدية" لعز الدين الفراع. أما باب "مراجعات الكتب" فاشتمل على مراجعة بشرى جعوني لكتاب "طفولات الطبقة: حول اللامساواة في صفوف الأطفال" لبيرنار لاهير، ومراجعة محمد بكاي لكتاب "قلق الجندر: النسوية وتخريب الهوية" لجوديث بتلر.
 

المساهمون