تُهيمن ثيمات بعينها على معظم الإنتاج المسرحي في تونس، وغيرها من البلدان العربية، حيث تحضر بالأساس أزمات المثقفين وإشكالياتهم النفسية والاجتماعية، كما تسيطر الموضوعات السياسية على جزء كبير من الإنتاج.
ضمن فعاليات "أيام قرطاج المسرحية" التي انطلقت في الرابع من الشهر الجاري وتتواصل حتى 12 منه، جرى يوم أمس عرض مسرحية "عطش" لـ"فرقة دوز للتمثيل" في "قاعة نجمة الشمال" في تونس العاصمة. العمل من إخراج منصور الصغير، الذي يؤدّي أحد أدوار المسرحية إلى جانب عبد الناصر بن عبد الدايم ورحاب مبارك وإخلاص عبد العظيم ومحمد بالحاج ومحمد بن علي والسبتي الجديدي وعبد الله موسى.
تلامس المسرحية منطقة قلّما ذهب إليها الفن الرابع، وهي البيئة الصحراوية، حيث تدور أحداثها في الصحراء، وتتناول قضية حضور القبيلة في حياة الناس من منظور توزّع السلطة بين الموروث والأجهزة المدنية، ومن هذا المنظور يُصبح مفهوم الحرية متوتراً، حيث أن الفرد كلما اعتقد أن خلاصه متوقف على التحرّر من القبيلة يجد أنه يمكن أن يكون ضحية سلطة أكثر بطشاً.
يضع العمل تنازع السلطات في إطار درامي لم يخل من المواقف الكوميدية، كما ينقل تحوّلات القيم والسلوكيات، وهو ما يمرّر المخرج من خلال مشاهد "تتداخل فيها تأملات الحكماء والمتصوّفين والمشعوذين للحياة ورؤيتهم للحقيقة ونظرتهم للحرية"، بحسب تقديم المسرحية.