"طريق الصحراء": عالم تنطفئ أضواءه

13 مارس 2022
(من الفيلم)
+ الخط -

ضمن فعاليات "أسبوع الفيلم الوثائقي"، الذي يقام في "سينما الخيام" بالجزائر العاصمة حتى يوم الخميس المقبل، عُرض أمس شريط "134، طريق الصحراء" للمخرج الجزائري حسان فرحاني (1986).

يأتي العمل إلى الجزائر بعد نجاحات جولته الأوروبية بداية من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث شارك في عدة مهرجانات، كما حضر في قاعات السينما، وهو أمر نادر بالنسبة للأفلام الوثائقية بشكل عام، والعربية خصوصاً. علماً أن الفيلم قد صُوّر في عام 2019.

يقدّم العمل فكرة طريفة، حيث يرصد حياة امرأة تُدعى مليكة، تدير مطعماً في طريق صحراوي في الجزائر. ومن خلال روّاد مطعمها نتعرّف على حياة سائقي الشاحنات، والمهرّبين، والسيّاح وغيرهم.

يتضمّن الفيلم أيضاً بعُداً إشكالياً، حيث تعيش صاحبة المطعم على هاجس اندثار مورد رزقها مع أشغال بناء محطة بنزين، تتضمّن مطعماً حديثاً ومغازة للمأكولات السريعة. ويمتد الفيلم من بدء الأشغال إلى نهايته، فحين تشتعل أضواء محطة البنزين ينتهي الفيلم، وكأنه يشير إلى نهاية ذلك العالم الذي أضاءه، عالم مليكة ببساطته وحكاياته.

كما في فيلمه السابق، "في راسي دوّار" (2015)، يعتمد فرحاني على تقنية الكاميرا الثابتة، حيث يقدّم مجموعة مشاهد طويلة (قرابة ربع ساعة للمشهد الواحد)، وفيها يتحرّك الأشخاص من خارج الكادر إلى داخله وبالعكس، دون تقطيع مونتاجي، وهو ما يعطي شعوراً حاداً بالواقعية.

المساهمون