"روحانيات" 2: تجارب حروفية كلاسيكية ومعاصرة

11 مايو 2022
عمل للفنان العراقي هاشم البغدادي (1920 - 1973)
+ الخط -

في نيسان/ إبريل 2021، نظّم "غاليري رؤى 32 للفنون" في عمّان معرض "روحانيات" الذي ضمّ أعمالاً لأربعة من الفنانين التشكيليين العراقيين هم: حارث الحديثي وجاسم محمد وعماد الظاهر وعلي العبادي، قدّموا تجارب مختلفة في الخط العربي.

يسعى الغاليري إلى تقديم مزيد من التجارب في الجزء الثاني من المعرض الذي يُفتتح عند الخامسة من مساء اليوم الأربعاء بمشاركة تسعة وثلاثين عملاً لعشرة فنانين أردنيين وعرب، ويتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل.

يشارك في المعرض كلّ من محمد غنوم من سورية، وزمان جاسم من السعودية، وهاشم البغدادي، وحارث الحديثي، وجاسم محمد، وعلي العبادي من العراق، بالإضافة إلى عدنان يحيى، ومحمود طه، ومحمد بلبيسي، وياسر دويك من الأردن.

الصورة
(عمل لـ جاسم محمد، من المعرض)
(عمل لـ جاسم محمد، من المعرض)

يشير بيان المنظّمين إلى أنه "يتضمّن الحروف الكلاسيكية بأنواعها المختلفة، مع إضافة روح الفن المعاصر إليها"، موضحاً أنه "على الرغم من اعتماد فن الخط العربي على قواعد محددة، إلا أنه يتميز في تقديم رؤية الفنان للنص، وتصويره معاني النصوص القرآنية أو الأدبية عبر الإطارات الحروفية التي يبتكرها".

ويوضّح أنه "في هذا المعرض الذي وظفت فيه لوحات تمثّل الحروف العربية تختلف أساليبها ورؤيتها، ومحاولاتها لتقديم مفاهيم جديدة لهذه الحروف وطاقاتها الكامنة، لا سيما من خلال الألوان التي تعانق الحروف لتضفي على جمالية الخط أبعاداً أخرى. وتتميز بطاقة إيجابية تعكس الجانب الروحاني في أعمالهم".

الصورة
(عمل لـ زمان جاسم، من المعرض)
(عمل لـ زمان جاسم، من المعرض)

يذهب محمد غنوم (1949) الذي حاز دبلوم الدراسات العليا في الفن الإسلامي، إلى مزج الزخارف الهندسية بحروفياته المرسومة بأسلوب كلاسيكي، مع اعتماده تكرار الحرف أو الكلمة داخل اللوحة، وإبرازه التباينات اللونية كعنصر أساسي فيها.

كما تُعرض أعمال هاشم البغدادي (1920 – 1973) الذي يعدّ من أبرز الخطاطين في العالم العربي، ولا تزال تُحتفط أعماله الحروفية في عدد من الجوامع والمباني العربية، وتتلمذ على يده عدد من الفنانين من أمثال عبد الغني العاني وطه البستاني ووليد الأعظمي وغيرهم.

ويعتمد جاسم محمد (1970) في أعماله على بناء هندسي في تركيز على إبراز مستويات من الظلال والنور في شكل من التراكم والتكثيف على سطح اللوحة، وكذلك التباين بين الألوان المشرقة والمعتمدة في تدرجاتهما المختلفة والتي تعكس حيوية في اللغة البصرية ويخلق فوضى تحاكي حركة الكون الدائمة، وكأن الحروف مسيّرة أو هائمة في فضاءات حرّة مفتوحة، بحيث تبدو هذه العشوائية جزءاً من نسق أو نظام معيّن.

ويهتمّ علي العبادي (1965) بالبعد الزخرفي في تصويره معاني النصوص القرآنية أو الأدبية عبر الإطارات الحروفية التي يبتكرها، لتضيف إلى جمالية الخط بعداً آخر ومميزاً في الشكل والتركيب عبر استخدام أساليب رسم وتشكيلات مختلفة.

أما محمود طه (1942 -2017)، فتتنوّع الوسائط التي استخدمها في أعماله بين الجداريّات والفخّار ومنحوتات السيراميك، وعرفت باستعماله التجريدي للخط العربي والرموز والعلامات.
 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون