"ربّات الحدود" عنوان المعرض الذي يُفتتح عند العاشرة من صباح الخميس المقبل، الرابع والعشرين من الشهر الجاري، في "البيت العربي" بمدينة قرطبة للفنانة الإسبانية كلارا كارفاخال (1950)، ويتواصل حتى السادس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
يتناول المعرض الذاكرة البصرية للبنان من خلال أرشيف ثلاث مجموعات تصوير مهمة في تاريخ البلد، حيث قامت الفنانة بالتحقيق والبحث في أرشيفات "المؤسسة العربية للصورة"، و"أرشيفات جريدة النهار" البيروتية، و"مجموعة المصور إميل بولس دايفرز".
يركّز المشروع الذي بدأته كارفاخال العام الماضي على سلوك المجتمع اللبناني منذ حصوله على الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي في الأربعينيات من القرن الماضي وحتى اندلاع الحرب الأهلية سنة 1975، والتي استمرت حوالي خمسة عاشر عاماً.
يحاول المشروع، بدلاً من التركيز على مواضيع رئيسية مثل الحرب والأحداث التاريخية في لبنان، استكشاف الطريقة التي تم بها تصوير مجتمع البلد منذ استقلاله عن فرنسا، وتحتوي الصور الفوتوغرافية التي تم اختيارها على صور شخصية للأفراد ويمكن فحصها من خلال عدسة تستند إلى النماذج الاجتماعية التي يمثلونها في لحظة تاريخية داخل مجتمع البلد، بحسب بيان المنظّمين، الذي يشير إلى أنه "من خلال هذه الصور، أنشأت كلارا كارفاخال مجموعة من النقوش الخشبية التي تستخدمها للتعمق في أيقوناتها، جنبًا إلى جنب مع منشور يصف الأجزاء الرئيسية من العملية التي سعت إلى اتباعها. وهكذا تكشف ما تظهره الصور خارج شكلتها".
وقد تم إنشاء هذا المنشور بالتعاون مع الكاتب تيو ميلان، الذي ألف النصوص، وكلارا سانشو، التي ابتكرت تصميم المنشورات وتخطيطاتها، حيث تعتمد في كلّ صورة من هذه المجموعة على تخيّل الهوية الجماعية للبلد.
تبرز الأعمال المعروضة مشاهد عفوية التقطت من تفاصيل الحياة اليومية حيث تظهر فتاة مبتهجة وسط عائلتها، وزوجان يتجولان قرب شاطئ البحر، كما تبرز صورة لأب مع طفلته، وفي جميع هذه الصور انعكاس لمشاعر وانفعالات الناس بين الحب والرغبة والمثابرة والكفاح والحزن، في محاولة لفهم بدايات تشكّل الهوية الحديثة للمجتمع اللبناني خلال العقود الثلاثة التي أعقبت الاستقلال.