حظيت ترجمات الروائي الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا (1919 – 1994) لفوكنر وشكسبير بالدراسة من قبل العديد من الأكاديميين والباحثين العرب خلال العقود الماضية، في وقت يكاد يغيب نقد الترجمة في المدونة العربية المعاصرة.
وربما كانت أعمال شكسبير التي نقلها صاحب "السفينة" هي الأبرز تناولاً في تلك الدراسات، التي وإن أضاءت على بعض الهنات، إلا أن أصحابها توافقوا على الجهد الاستثنائي المبذول سواء في ترجمتها أو تقديمها المبني على اطلاع واسع على الثقافة الغربية وتطوّر آدابها الحديثة.
أعلنت أمس الأحد "دار المأمون للترجمة والنشر" في بغداد إعادة طباعة ترجمات جبرا إبراهيم جبرا التي أصدرها في سنوات سابقة عبر الدار، وتنوّعت موضوعاتها بين الشعر والرواية والمسرح والنقد الأدبي والفني لعدد من الكتاب في الفضاء الأنكلوسكسوني.
كانت له مساهماته في اختيار عشرات العناوين التي ترجمتها "الدار"، بصفته عضواً دائماً في هيئتها الاستشارية
وإلى جانب اشتغاله المباشر بالترجمة، كانت له مساهماته المعروفة في الإشراف على اختيار عشرات العناوين التي ترجمتها "المأمون" منذ تأسيسها، بصفته عضواً دائماً في هيئتها الاستشارية حتى رحيله مطلع تسعينيات القرن الماضي، بحسب بيان الدار.
البيان ذاته أوضح أن "هذه الكتب المهمة تبقى هي الأساس الذي انطلقت منه الدار بقوة، بحركتها النوعية في الترجمة مطلع الثمانينيات والتي لاقت إقبالاً واسعاً عند صدورها، وستدخل ضمن خطة الدار للعام المقبل"، كما أشار إلى أنَّ الدار ستقوم أيضاً بإعادة طبع عدد آخر من العناوين التي سبق وأن أصدرتها في الثمانينيات والتسعينيات والتي نفدت من السوق.
وأوضح أنَّ هذه الخطوة تأتي في إطار حرص الدار على تلبية حاجة القارئ، واستجابة للطلبات التي ترد إليها بهذا الشأن وأهمية تلك الكتب، ومنها ترجمات الكاتب الفلسطيني الراحل مثل "العاصفة" و"الملك لير" و"عطيل" و"مكبث" و"هاملت"، وجميعها صدرت عن الدار عام 1986 بمقدمات تضيء مسرح شكسبير وسياق كتابة كلّ عمل منها.
كما يصدر كتاب "شكسبير والإنسان المستوحد: دراسة في الاغتراب" (1987) لجانيت ديلون، بالإضافة إلى "أيلول بلا مطر" والذي يضمّ عدّة قصص قصيرة من الأدبين الإنكليزي والأميركي وصدر عام 1988، و"الليلة الثانية عشرة" لشكسبير أيضاً، ونُشرت عام 1989.