مع انتهاء الحظر الشامل الذي فرضته السلطات الكويتية بسبب تفشي فيروس "كوفيد – 19" نهاية الشهر الماضي، عادت المؤسسات والمراكز الثقافية تدريجياً لفتح أبوابها أمام الزوّار في جملة من الفعاليات التي تلتزم بإجراءات السلامة االعامة والتباعد الاجتماعي.
مواظباً على انعقاده كلّ عام، انطلق في الثالث عشر من الشهر الجاري، فعاليات النسخة الحادية عشرة من "صالون بوشهري" في الكويت العاصمة، التي تتواصل مدّة شهر بمشاركة فنانين تتنوّع أعمالهم بين الرسم والتصوير والخزف من سورية والعراق ولبنان والأردن ومصر وليبيا والسودان والكويت وغيرها.
يوّجه المنظّمون تحيّة للفنان اللبناني أمين الباشا (1932 – 2019) الذي رسم على مدار نصف قرن مدينته بيروت، التي لم تغادر اللوحة بأساليب مختلفة بين الواقعية والتعبيرية والتجريد، وضمّنها في كتابه الضخم "بيروت أمين الباشا - مائيات ورسوم 1953 - 2009"، كما أصدر عدّة مجموعات قصصية ومسرحيات منها "دقات الساعة"، و"أليس: مسرحية من سبعة مشاهد".
إلى جانب تحية أخرى للفنان الكويتي محمد الأيوبي (1973 – 2007) الذي كان أحد الفاعلين في المشهد التشكيلي في بلاده، حيث تُعرض له لوحة تعبّر عن انقسام الإنسان وصراعاته الداخلية، حيث يبرز وجه بملامح هادئة ومسالمة ووراءه وجوه وحشية ذات أنياب.
تحضر أعمال الفنان العراقي فيصل لعيبي التي يغلب علبها رسم الوجوه بطريقته، جامعاً صورة جلجامش وأبجديات سومر وبابل بالأحياء الشعبية البغدادية، بالإضافة إلى كائنات مرسومة بالحبر والزيت والتخطيط تبحث عن إنسانيتها في عوالم تحكمها شريعة الغاب، بينما يرصد الفنان الكويتي محمد الشيخ الحياة ماضي الكويت من خلال استدعاء عناصر تراثية باستعمال الزيت على الخشب.
أما الفنان السوري نزار صابور، فيقدّم تنويعاته على الأيقونة السورية البيزنطية حيث تمتزج مناخات روحانية طقسية بموضوعات مشتقة من الطبيعة والمعمار في سورية، مستخدماً مواد غير تقليدية مثل الرمال والرذاذ والسخام والرماد والطين، ويذهب الفنان السوداني محمد عبد الوهاب إلى مشاهد من الحياة اليومية في المدينة السودانية متتبعاً إيقاع الحركة للناس وهم يسيرون في شوارعها ويقومون بأشغالهم المعتادة.
وتعكس أعمال الفنان الليبي رمضان أبو راس بانوراما إنسانية تحيل إلى الرسوم الأولى في الكهف، حيث يختفي المنظور ويتداخل الإنسان والحيوان في حركة مبهجة. لا تراتبية أو مركزاً للوحة أبو راس، بل تسهم التفاصيل والعناصر المختلفة في صناعة الكل.