يقدّم الفنان القطري محمد العتيق (1966) تجارب تندرج ضمن الفن المفاهيمي من خلال توظيفه لتقنيات مستمدة من التراث؛ مثل الصباغة والتطريز وغيرهما في بناء أعماله كما في معرضه "عتيق.. إضاءة العتمة" الذي أقامه عام 2019، إلى جانب رسوماته التي يقدمها لشخوص أو مناظر طبيعية.
"انتباه" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح الأربعاء الماضي في "غاليري مطافئ: مقرّ الفنانين" بالدوحة، ويتواصل حتى السابع من نيسان/ أبريل المقبل، ويتضمّن الأعمال التي نفّذها خلال فترة الإقامة الفنية في نيويورك بالولايات المتحدة خلال العام الماضي.
يأتي المعرض بـ"فلسفة هدفها إنذار العالم كله بالخطر الذي تشكله النفايات على البيئة، والتي لاحظها محمد عتيق الدوسري يومياً أثناء إقامته في برنامج الاستوديو والقيمين الدولي في بروكلين بنيويورك، حيث استوحى مشروعه من أفكار المتصوّف الهندي أوشو (1931 - 1990) من أجل استخراج الجمال من النفايات لزيادة الوعي بهذه القضية"، بحسب بيان المنظّمين.
في ممارساته الفنية، يستخدم الفنان عناصر بسيطة وأدوات ومواد رخيصة الثمن لصنع قطع تستكشف أفكار الزمان والمكان، في محاولة للفت الأنظار إلى خطورة النفايات التي تمسّ حياة البشر والحيوانات وتلوّث البيئة، عبر تحويلها إلى نقطة جمال.
ويشير في تقديمه المعرض إلى أنه "انتباه لعين الفنان الفاحصة التي تدرك الجمال وتستلهم الشكل، كما قال أوشو "عندما ترى الجمال في الحياة فإن القبح يختفي.. وعندما تعيش الحياة ببهجة فإن الحزن يختفي"، وهي مبنية على تجربة تختلف عن تجاربه السابقة سواء في طريقة التركيب والكولاجات، أو في استخدام خامات مختلفة وورق من القطن الطبيعي.
استمر المشروع حوالي عام، وشكّل امتداداً لأعمال العتيق الفنية التي تخرج عن النمطية، سواء في اختيار أفكار أو ثيمات غير مألوفة، أو في سياق تنفيذها من خلال اللجوء إلى التجريب في التقنية وفي طريقة العرض، حيث يقدّم أعمالاً تركيبية وتجريدية لا تتناول الموضوع الذي يشتغل عليه بشكل مباشر.
يتضمّن المعرض أربعين عملاً مُتنوعاً ما بين لوحات ومُجسّمات وقطع حيّة من البيئة، وتحمل بعدين، أحدهما جمالي يتعلق باستخراج الجمال والحسن من القبح والبشاعة، وثانيهما يتصل بمبدأ "إعادة التدوير" من أجل إنقاذ بيئتنا التي تتعرّض إلى التدمير الممنهج والمتواصل.