"الملتقيات الفلسفية" في أجان: استعادة ميشيل سير

02 نوفمبر 2021
ميشيل سير في باريس، 1985 (Getty)
+ الخط -

عند نشره كتاب "الحواسّ الخمس"، عام 1985 (منشورات غراسّيه)، كان الفيلسوف الفرنسي ميشيل سير (1930 ـــ 2019) في الخامسة والخمسين من العمر، وكان قد سبق له أن أصدر خمسة عشر كتاباً في موضوعات تغطّي حقولاً مثل فلسفة التواصل، ونظرية المعرفة، وفلسفة العلوم، وتاريخ العِلم بشكل عام.

كانت هذه المؤلّفات قد صنعت مكانة لسير بين زملائه من المشتغلين في الفلسفة، كما أنها كانت مألوفة لدى عدد من المهتمّين وقرّاء الفكر، لكنّ نشر "الحواس الخمس" غيّر من هذا المسار، محوّلاً فيلسوف العلوم إلى أحد أكثر المفكّرين شعبيّةً بين أبناء جيله، وذلك بفضل النجاح الذي عرفه العمل في المكتبات. نجاحٌ يعود إلى مزجه اطّلاعاً معرفياً وفلسفياً كبيراً بأسلوب أدبيّ وفنيّ ممتع، وهو ما يفضّله عموم القرّاء على الكتب صعبة القراءة.

هذا النجاح الذي عرفه الكتاب ما يزال مستمرّاً حتى اليوم، ولا يتمثّل فحسب في إعادة طبع العمل، قبل سنوات، في نسخة واسعة أنجزتها منشورات "فايار"، بل أيضاً في استعاداته الفكرية، ومنها جعْلُ ثيمة الحواسّ الخمس المحور الأساسي للنسخة الأولى من برنامج "لقاءات ميشيل سير الفلسفية" الذي تنظّمه مدينة أجان، مسقط رأس سير، جنوب غرب فرنسا، بين 12 و14 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، احتفاءً بالمفكّر الذي يُعدّ من أبرز الأسماء المولودة فيها.

يشتمل البرنامج على محاضرات وطاولات مستديرة، ولقاءات مع كتّاب ومفكّرين وفنّانين، وحلقات نقاش، وعروض سينمائية، ومعرض كتابٍ مخصّص لمسألة الحواسّ في الفلسفة ومختلف العلوم والفنون، إضافة وُرَش مخصّصة للأطفال والكبار.

من أبرز الفعاليات على البرنامج جلسةٌ افتتاحية يشارك فيها المفكّران هيرفيه تي وميشيل دوسو حول العلاقة بين الجميل والطيّب، أي بين التذوّق الفني والتذوّق المطبخيّ، وتليها محاضرةٌ يلقيها فيلسوف العلوم إتيان كلاين حول "طعم الحقيقة"، وكلا الموعدين يُقامان عصر ومساء السبت، الثاني عشر من الشهر الجاري.

كما يضمّ البرنامج طاولةً مستديرة تُقَدَّم فيها قراءة لمسيرة ميشيل سير انطلاقاً من سؤال المعرفة والاعتراف، في حين تتوقّف إحدى المحاضرات لدى المقترحات الفلسفية التي جاءت على لسان بيانكا كاستافيور، إحدى شخيصات سلسلة القصص المصوّرة "تان تان"، إضافة إلى لقاء حول "أثر الموسيقى"، يشارك فيها المفكّران المختصّان بهذا الفن، فرانسيس وولف وكارول بيفا، ومحاضرة حول حضور الألوان في العلم، تقدّمها المصمّمة والباحثة أماندين غاليان.

المساهمون