في عام 1933، احتضنت القدس فعاليات "المعرض القومي العربي"، والذي أُقيم فيها مُجدَّداً بعد سنةٍ من ذلك، جالباً صناعاتٍ وحِرفاً وأعمالاً فنّية من بلدان عربية مختلفة إلى المدينة الفلسطينية. لكنّ كثيراً من التفاصيل المتعلّقة به ظلّت مجهولةً.
قصّةُ ذلك المعرض يستعيدُها معرضٌ فنّي توثيقي بعنوان "المعرض" افتُتح في "مركز خليل السكاكيني الثقافي" بـ رام الله الأربعاء الماضي ويتواصل حتى الثلاثين من تشرين الثاني/ نوفمبر المُقبِل، من خلال مجموعة من الموادّ التاريخية والأعمال الفنّية والحِرفية التي جُمعت من أرشيفات ومجموعات خاصّة، وبعضُها يُعرض لأوّل مرّة.
ويستند المعرض، الذي يُقام بدعم من "مؤسّسة بارجيل للفنون"، على مشروع بحثي يقوم به قيّمُه ندي أبو سعادة، المختصّ في هندسة العمارة والباحث في تاريخ فلسطين الحديث، منذ خمس سنوات، عن تاريخ المعارِض العربية في القدس.
ويبحث المشروع في تاريخ المعارض العربية المجهول نسبيّاً، مُحاولاً تقديم معلوماتٍ عن الجهات التي نظّمتها، وأهدافها، وإضافةً إلى عرض موادّ أصلية عُرضت خلالها، أو نُسَخ عنها، بالإضافة إلى موادّ تاريخية تتعلّق بها.
نجدُ في "المعرض" كلَّ ذلك؛ حيث يضمّ أعمالاً أصلية للوحات فنّية ومطرّزات ومصنوعات من الخزف والبلاط عُرضت في "فندق البالاس" بالقدس الذي احتضن المعرضَين قبل قرابة تسعين عاماً، إلى جانب نُسَخ منها، كما يوثّق المعرض لأسماء الشركات الصناعية التي كانت موجودةً خلال تلك الفترة، ويستعرض ما نشرته الصحف عن المعرض.
ومن بين الفنّانين الفلسطنيّين الذين شاركوا في المعرضَين: جمال بدران، ونقولا الصايغ، وعيسى الزغبي، وتوفيق جوهرية، وآرام خسادور، وجميلة قنبرجي، والأختان ماري وجلية سلمان، وزلفة السعدي التي حضرت فيه بمجموعة من المصنوعات اليدوية والرسومات الزيتية لبورتريهات ومناظر طبيعية.
إلى جانب ذلك، يضمّ المعرض مخطّطات هندسية أصلية لـ"فندق البالاس" الذي شُيّد خلال فترة "الانتداب" البريطاني، وصُوراً فوتوغرافية له، وأُخرى لأحداث شهدتها مناطق مختلفة من فلسطين خلال تلك الفترة.