"المراوغ الضَجِر": هكذا تكلّم رولان بارت

14 مايو 2021
بارت في أحد حواراته
+ الخط -

كلما تحدّث المفكرون والمبدعون عن الكتب الحوارية التي صدرت لهم، أشاروا إلى الفروقات التي يجدونها بين أعمالهم التي كتبوها مباشرة وتلك التي أتت في شكل حوارات، حيث أن أسئلة المحاور قد تدفع كاتباً إلى الذهاب إلى مناطق لم يفكّر في أن يذهب إليها بمفرده.

مع أعماله الكثيرة، مثل "إمبراطورية العلامات" و"هسهسة اللغة" و"لذة النص"، كان السيميولوجي الفرنسي رولان بارت (1915 - 1980) محباً للمشاركة في البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية ،كما كان يلبّي معظم دعوات الحوار التي يقدّمها له الصحافيون.

كان هذا الحضور سبباً في تراكم مادة حوارية ثرية توازي مؤلفات بارت، وهي مادة اشتغل عليها المترجم لطفي سيد منصور، فراح ينتقي عدداً منها ليجمعها في كتاب بعنوان "المراوغ الضَجِر" صدر مؤخراً عن منشورات "شهريار".

يكتب منصور في تقديم الكتاب: "عمَّت شهرة بارت في الأوساط الفكرية والثقافية منذ صدور كتابيه "الكتابة في درجة الصفر" و"ميثيولوجيات"، كما تُرجمت كل أعماله إلى العربية، بل وتُرجم بعضها أكثر من مرّة كما كُتبت عنه دراسات لا حصر لها. إذاً هل هناك ضرورة لترجمة مجموعة لقاءات له بعد ترجمة أعماله كلّها وهي الأساس والركيزة الأساسية لمشروعه أو لمشاريعه الفكرية؟".

ويجيب: "نعم هناك ضرورة؛ خاصة أنَّ هذه اللقاءات أُجريت معه إمّا بمناسبة صدور كتاب أو مقال له أو مناقشته في بعض مفاهيمه، ومن ثم تقدِّم لنا تقريباً رؤية نقدية تبلور لنا مشروع هذا الناقد واللغوي والسيميولوجي والبنيوي وما بعد البنيوي، كما أنَّها ليست مجرّد لقاءات خفيفة، بل هي بمثابة مقالات شارحة بدقّة وصرامة لما قدَّمه من كتابات أو مفاهيم". 

يضيف منصور في التقديم: "كما أنّ هذه الحوارات تشير إلى أوجه بارت المختلفة والمتعدِّدة التي تُظهر الوجه الأساسي له، وهو المراوغ الضجر الذي ربَّما كان هو الحافز له للانتقال من حقل معرفي إلى آخر حقل معرفي ما. وهكذا يفصح عن هذا الضجر في كتابه "بارت بقلم بارت": طفلاً، كنتُ أشعرُ بالضجر في أغلب الأحيان، وعلى نحوٍ كبير. لقد بدأ ذلك بشكلٍ واضحٍ في فترة مبكرة جدّاً، ولقد استمرَّ ذلك طُوال حياتي". 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون