"اللك الياباني المعاصر": استعادة حِرفة قديمة

17 اغسطس 2022
من المعرض
+ الخط -

في نهاية القرن التاسع عشر، استعاد الفن الياباني الحديث واحدة من أقدم الحرف في البلاد التي تعود إلى آلاف السنين، وهي طلاء اللكّ (صبغة تستخرج من أشجار تحمل الاسم ذاته)، حيث يتمّ استخدامه في رسم تصاميم متنوّعة على أدوات خشبية وفضية وذهبية من أجل زخرفتها.

افتُقتن الغرب بتلك التقنية خلال فترة حكم الإمبراطور موتسوهيتو الملّقب يـ"ميجي"، حيث تمّ استيراد العديد من أدوات مطلية باللك في جميع أنحاء أوروبا، وكان لها تأثير على العديد من فنانينها، كما قامت الحكومة اليابانية بالترويج لهذه الفنون في عدد من المعارض العالمية آنذاك.

"اللك الياباني المعاصر" عنوان المعرض الذي افتُتح في "متحف ريجكس" بأمستردام في السابع من نيسان/ أبريل الماضي ويستمر حتى الرابع من الشهر المقبل، ويضمّ حوالي سبعين عملاً تضيء على كيفية خضوع هذه التقنية لعملية تحوّل بين عامَيْ 1890 و1950، وفرضها نفسها بألوان جديدة وتصميمات جريئة.

من المعرض
من المعرض

تُعرض مجموعة من الأعمال التي تمّت استعارتها من متاحف في اليابان والولايات المتحدة وأوروبا، مع شروحات حول كيفية بناء هذا النوع من الزخرفة المعقّدة التي تستخدم عشرات الطبقات من اللكّ الرقيق مع رشّ مسحوق الذهب أو الفضة، وقد تستغرق صنع أيّة قطعة بهذه الطريقة حوالي عشر سنوات.

وفي بعض الأحيان يتمّ تطعيمه بأوراق الذهب وعرق اللؤلؤ وقشر بيض السمّان، وتسمّى الأعمال التي تصنع بهذه التقنية بــ"الصورة المرشوشة"، وتستوحى المشاهد والزخارف من عناصر طبيعية، حيث تحضر مناظر ضوء الشمس على زهرة، أو فرس النبي على ثمرة الباذنجان، وغيرهما.

يشير المنظّمون إلى أن الحِرفيين اليابانيين الذين نفّذوا هذه الأعمال بات يُنظر إليهم في العديد من أكاديميات الفنون المعاصرة بوصفهم فنانين، نظراً لابتعادهم عن التصميمات التقليدية التي كانت شائعة قبلهم، حيث قُبلت أولى مشاركاتهم في معرض دولي عام 1927، ومن أقدم الأعمال المعروضة تصميمٌ يشبه في دقّته التصوير الفوتوغرافي لغُراب ماء (الغاق) يقف على صخرة اجتاحتها الأمواج.

يوزّع مع المعرض كتيّب يحمل عنوان "الخروج عن التقليد: طلاء ياباني 1890-1950" أعدّه الباحث جان ديس، ويتضمّن أعمال فنانين منهم أكاتسوكا جيتوكو، وتوجيما كوفو، وأداتشي كيهو.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون