"اللغة والخطاب": مشهد اللسانيات وتطبيقاتها

12 سبتمبر 2021
من عمل لـ غابرييل أوروثكو/ المكسيك
+ الخط -

هناك اهتمام واضح باللسانيات في البلاد العربية منذ عقود، ولكن هذا الاهتمام بقي في معظمه تطبيقياً حيث جرت الاستعانة بأجهزة مفاهيمية ونظرية مختلفة لدراسة عدد من الظواهر اللغوية في ثقافتنا، فيما بقيت العربية غير محيطة بالمشهد العام للدراسات اللسانية في العالم.

في كتابه الأخير، الصادر مؤخراً عن منشورات "شهريار"، يحاول الباحث العراقي سعيد الغانمي تقديم مشهد الأبحاث اللسانية وتطبيقاتها على الأدب من خلال تجميع عدد من المقالات والدراسات التي تمثّل إسهامات أساسية ضمن هذا الحقل المعرفي.

نقرأ من تقديم الكتاب: "في الرُّبع الثاني من القرن العشرين تحوَّل علم اللُّغة إلى نموذجٍ لبقيَّة العلوم في التَّوصُّل إلى سؤدده الذاتيِّ وبناء منهجه المتماسك. ومنذ ذلك الحين صارت الخطابات المتنوِّعة في العلوم المختلفة تتطلَّع إلى الاستفادة منه منهجاً في تحليل الخطابات وتأويلها. وهكذا صار علم اللُّغة يُثير أمام الباحثين اللُّغويِّين ونقّاد الأدب على السَّواء أسئلته؛ ما علاقة علم اللُّغة بالأدب؟ وهل تُغيِّر دراسة اللُّغة علماً من وجهة نظرنا في الفنِّ الأدبيِّ؟ وهل هناك منهج واحد أم مناهج متعدِّدة يُمليها علم اللُّغة على الأدب؟ وهل تتشابه هذه المناهج أم تختلفُ فيما بينها؟".

ويشير الغانمي في هذا التقديم إلى أن اختياراته حاولت أن تجيب على هذه الأسئلة حيث يقترح كتّابُ المقالات المختارة "إجاباتِهم الخاصَّة كلّاً على شاكلتِهِ بدءاً من علم اللُّغة التَّوزيعيِّ عند سابير، ومروراً ببنيويَّة تودوروف، والبلاغة عند بارت، وعلم اللُّغة التَّحويليِّ في دراسة ثورن، وانتهاءً بالسِّيمياء كما يتصوَّرُها روبرت شولز". 

يضيف الغانمي: "بالنِّسبة إلى القارئ العربيِّ ليستِ الأهمِّيَّة في الإجابات التي تقدِّمُها، بل الأسئلة التي تستفزُّها؛ وربَّما كانت محرِّضاً لإثارة أسئلةٍ مماثلةٍ تتجاوبُ مع واقعِهِ اللُّغويِّ والأدبيِّ".

المساهمون