"الكتابة": في مصفاة مارغريت دوراس

07 فبراير 2022
مارغريت دوراس في 1986 (getty)
+ الخط -

الكتابة إشكالية أساسية في الفكر العالمي الحديث، وقد برز هذا الانشغال في فرنسا منتصف القرن الماضي بالخصوص، حيث تظهر الكتابة كمفهوم أساسي في أعمال رولان بارت وميشيل فوكو وجاك دريدا وريجيس دوبريه، وأيضاً في أعمال الروائيين والشعراء والمسرحيين.

أدلت الكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس (1914 - 1996) بدلوها هي أيضاً في هذه المسألة حيث وضعت كتاباً بعنوان "الكتابة" صدر أوّل مرة عام 1993، وأخيراً صدرت نسخته العربية بترجمة هدى حسين عن "دار هنّ".

نقرأ من الكتاب: "إن العزلة المتعلقة بالكتابة هي عزلة بدونها لا يُنتَج المكتوب، أو أنه يتفتت نازفاً في البحث عما يُكتب. هو فقدٌ من الدم، لم يعترف به الكاتب بعد. وقبل كل شيء لا ينبغي أن يُملى أبداً على سكرتيرة ما، مهما كانت ماهرة، وأبداً لا يُترك لناشرٍ أن يقرأه في هذه المرحلة".

لم يحظ هذا الكتاب باهتمام نقدي وجماهيري موسّع، ذلك أن شهرة دوراس الأدبية قد غطّت على جميع أعمالها الأخرى ومنها هذه الأعمال التي تتناول فيها تجربتها من زاوية قضايا نظرية.

الكتابة

كما يفسّر البعض بقاء هذا الكتاب في الظل بكون رؤية مؤلفته للكتابة تجعل منها مثل مصفاة متشدّدة، فمن المعروف أن دوراس قد هاجمت من منظور مفهوم الكتابة كما تمثّلته أسماء كبرى مثل جان بول سارتر الذي قالت إنه لم يكتب أبداً بالنسبة لها لأنه لم يعِش الكتابة وكانت تمثّل له عنصراً يؤثث به مشهده الاجتماعي والأدبي والسياسي، كما اعتبرت كذلك أن رولان بارت لم يكتب لأنه لم يغادر أبداً موقع الأستاذ. في المقابل، كانت تعتبر أن جورج باتاي وموريس بلانشو نموذجان معمّقان للكتابة بحسب تصوّرها.

المساهمون