"الشباك": استعادة قطعة بحرية من العهد العثماني

15 سبتمبر 2022
(سفن الأسطول الجزائري تحاصر سفينة حربية إسبانية عام 1738)
+ الخط -

ابتداءً من مطلع القرن السادس عشر، مثّل الأسطول البحري الجزائري قوّةً سيطرت على غرب البحر الأبيض المتوسّط طوال ثلاثة قرون. فالأسطول الذي تشكّل في البداية لصدّ الغزوات الإسبانية المتكرّرة لشواطئ الجزائر، لم يلبث أن تطوَّر ليُشكّل قرابة نصف الأسطول البحري العثماني.

مِن بين القِطع البارزة في ذلك الأسطول، سفينةٌ صغيرة تحمل اسم "الشباك"، تُشير مصادر تاريخية إلى أنّها كانت مخصّصة، في البداية للصيد، ثمّ طُوّرت، خلال العهد العثماني، لتُصبح سفينةً حربية، قبل أن يُدمّرها الاستعمار الفرنسي.

هذه السفينة التاريخية كانت محور ندوةٍ احتضنها "المتحف الوطني البحري" بالجزائر العاصمة أوّل أمس الثلاثاء، جرى خلاله عرضُ نموذجٍ عن "الشباك"، بينما تحدّث باحثون وأكاديميّون عن دورها في "مواجهة القوى المسيحية الأوروبية المعادية".

في مداخلته، أشار الباحث في "المركز الوطني للدراسات والبحث في التاريخ العسكري الجزائري"، عبد الهادي رجائي سالمي إلى أنّ خصائصها الهندسية والفنّية وسرعتها وشكلها المتناسق جعلت من السفينة الجزائرية ركيزة الغزو البحري الجزائري في المتوسّط منذ القرن السابع عشر، مضيفاً أنها، على الرغم من صغر حجمها، كانت قادرة على حمل أكثر من ثلاثين مدفعاً.

كانت السفينة، يوضّح رجائي سالمي، تعتمد في تحرّكاتها السريعة على قوّة الريح، بفضل أشرعتها مثلّثة الشكل، التي تتوزّع على ثلاثة صواري مختلفة الطول، وبفضل المجاذيف التي كانت تسمح لها بالانسياب بسرعة بين السفن، مضيفاً أنّ الجزائريّين وصلوا بها إلى غاية سواحل شمال البرتغال وإنكلترا بعد إجراء بعض التعديلات على أشرعتها بما يتلاءم وطبيعة المحيط الأطلسي، وأنّ "الانتصارات التي حقّقتها جعل الأوروبيّين والأميركيّين والروس وغيرهم ينقلون تقنيات صناعتها عن الجزائريين؛ حيث استعملوها في الحروب فيما بينهم، وأيضاً بينهم وبين الجزائريّين والعثمانيّين".

من جهته، اعتبر الأكاديمي في "جامعة جيلالي بونعامة" بخميس مليانة (ولاية عين الدفلى)، أمين محرز، أنّ "الشباك" كانت "أسرع سفينة في البحر المتوسط خلال القرن الثامن عشر، مُضيفاً أنّ دورها كان حاسماً في "كسر شوكة الممالك الأوروبية المعادية".

المساهمون