"الراحل الكبير".. موسيقى تسخر من السُلطة

30 سبتمبر 2022
من آخر حفلة أقامتها الفرقة، 4 أيلول/سبتمبر 2019
+ الخط -

لا يبدو واقع الفِرق الموسيقية المُستقلّة في لبنان اليوم منتعشاً، فالتضييقاتُ التي لاحقت كثيراً من أعضائها بسبب آرائهم السياسية والاجتماعية، وخاصّة مع الحركة الاحتجاجية عام 2019 وما تلاها، انعكست بعد ثلاث سنوات إحباطاً وانقطاعاً، وأحياناً حَلّاً للفرقة أو المجموعة من أساسها كما حدث مع "مشروع ليلى" مؤخّراً.

يُقال الكثير طبعاً في تفصيل الأسباب، وعن قدرة المشهد الفنّي على تصدير أصوات وتشكيلات جديدة، بقدر ما هنالك حالة فرز وتقييم أيضاً، وهذه الأخيرة ليست عشوائية بطبيعة الحال. إلّا أنّ ما تمكن ملاحظته بين هذه الفِرق هي اللّغة التي تنحو إلى الواقعية والصراحة في معالجة قضاياها، وهذا ما جعل المؤسّسات الثقافية الرسمية تتطيّر منها، وتدفع إلى الواجهة بنماذج أُخرى تُزيّن الواقع.

عام 2013 تأسّست فرقة "الراحل الكبير"، وتمكّنت خلال مسيرتها التي تُقارب التسع سنوات أن تنطلق من بيروت إلى عواصم عربية وأجنبية، إلّا أنّ أصحاب "لا بومب" (عنوان الألبوم الأوّل الذي وقّعته الفرقة عام 2017) توقّفت عروضهم مع حلول عام 2020، ولم تكن جائحة كورونا السبب الوحيد، فالوضع الاقتصادي فرطَ عقد المجموعة بين دول مختلفة. قبل ذلك كان عازف العود، وأحد مؤسّسي الفرقة، عماد حشيشو،  قد رحل بحادث سير عام 2018، ليتضافر كلُّ ما سبق في تحجيم الأنشطة.
 
تعود الفرقة بعد غياب ثلاث سنوات إلى خشبة مسرح "مترو المدينة" ببيروت، عبر حفلين ينتظمان عند التاسعة من مساء يومَي الثلاثاء والخميس المُقبلَين، تحت عنوان "مؤسف، مؤلم، ومعيب"، في لعب ساخر على ترسيمات اللغة الأخلاقية التي تفرضها السلطة، بحقّ كلّ مَن يُفكّر بانتقادها ولو مِن خلال الفنّ.

من المقرَّر أن تقدّم الفرقة 15 أغنية يغلب عليها الطابع السياسي والاجتماعي، مع المحافظة على الإطار الساخر الذي تلتزمه، والجدير بالذكر أنّ هذه الأغنيات لم يسبق أن قُدّمت من قبل، بل كُتب الجزء الأكبر منها في السنوات الأربع الماضية. 

تضمّ "الراحل الكبير" مجموعة عازفين ومغنّين هم: خالد صبيح (بيانو وتأليف)، ونعيم الأسمر وساندي شمعون (غناء)، وعبد قبيسي (بزق)، وفرح قدّور (بزق عريض)، وعلي الحوت وأحمد الخطيب (إيقاع)، وسماح أبو المنى (أكورديون وغناء) ومكرم أبو الحسن (كونترباص).

المساهمون