افتُتحت، صباح اليوم الخميس، في "مركز الدوحة للمعارض" بالعاصمة القطرية، فعاليات الدورة الحادية والثلاثين من "معرض الدوحة الدولي للكتاب"، والتي تتواصل حتى الثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير الجاري، بمشاركة سبعة وثلاثين بلداً، وهو أوّل معرض كتاب عربي يقام في العام الجديد.
يحضر في الدورة، التي تُقام تحت شعار "العلم نور"، 430 ناشراً، إضافةً إلى تسعين داراً تحضر بشكل غير مباشر من خلال وكلائها.
وتأتي الدورةُ الجديدة وقد أكمل المعرض عامه الخمسين؛ إذ انطلق سنة 1972 كأوّل معرض للكتاب في قطر ومنطقة الخليج العربي.
وتحلّ الولايات المتّحدة "ضيف شرف" على الدورة، ضمن فعاليات "العام الثقافي قطر- أميركا 2021"، حيث، ستُقدَّم، على مدى أيام التظاهُرة، أنشطة حول الثقافة الأميركية.
تأتي الدورةُ الجديدة وقد أكمل المعرض عامه الخمسين
وتحضر من قطر مجموعةٌ من المؤسّسات ودور النشر البارزة، مثل: "دار الثقافة"، و"دار جامعة حمد بن خليفة للنشر"، و"دار كتارا للنشر"، و"دار جامعة قطر للنشر"، و"دار روزا"، و"دار زكريت"، و"دار الوتد"، و"دار الشرق"، و"دار نبجة"، و"دار نوى للنشر"، إضافةً إلى "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، الذي يُشارك بجناح كبير يضمُّ جميع إصداراته.
وإضافةً إلى المشاركة المحلّية، تحضُر الكثير من دُور النشر العربية، إضافةً إلى عدد من المؤسّسات ووزارات الثقافة في بلدان الخليج العربي ومصر والسودان والجزائر والمغرب.
وقدّمت وزارة الثقافة القطرية لدور النشر المشاركة مجموعةً من التسهيلات، مثل الإعفاء من إيجار المساحات، وتسهيل التخليص الجمركي وعمليات الشحن والنقل، وعدم فرض رسوم على التوكيلات.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، أشار عضو إدارة "اتحاد الناشرين المصريّين وصاحب "دار الكتب القانونية" أسامة شتات إلى التسهيلات الكبيرة التي قدّمتها وزارة الثقافة القطرية للمشاركين، من بينها إعفاء دور النشر من رسوم الاشتراك، لافتاً إلى حُسن تنظيم الدورة، وهو ما ذهب إليه أيضاً صدّام المهري، من "دار تكوين" السعودية، التي تُشارك في المعرض لأوّل مرّة.
وقالت مديرة "دار الآداب" اللبنانية رائدة إدريس إنّها تحرص على المشاركة السنوية بـ"معرض الدوحة"، مضيفةً أنَّ الدار تحضر بإصدارات جديدة في الأدب المترجم، وأُخرى لكتّاب عرب، لافتةً إلى أنّ اختيارات القارئ القطري تتنوّع بين السياسة والمسرح والرواية.
إعفاء من إيجار المساحات وتسهيلُ التخليص الجمركي والشحن والنقل
من جهتها، قالت مديرة "دار آمنة للنشر والتوزيع" في الأردن آمنة السعيد، التي تُشارك في المعرض للمرّة الثالثة، إنّها تحرص على المشاركة في "معرض الدوحة"، الذي قالت إنّه "من المحطّات المهمة لأيّ دار نشر عربية"، مضيفةً أنّ الوضع الذي فرضه الوباءُ يتطلّب تعاوناً بين المؤسّسات والهيئات الثقافية ودور النشر العربية.
من جانبه، أشار الكاتب القطري أحمد عبد الملك، الذي يُوقّع غداً الجمعة روايته "دخان: مذكّرات دبلوماسي سابق" (تُضيء الروايةُ على منطقة دخان التي اكتُشف فيها النفط لأوّل مرّة في قطر)، إلى التنظيم المحكم للمعرض، معرباً عن أمنيته بإقامة تعاون بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لتنظيم زيارات للمعرض لطلّاب المدارس.
وكان مدير إدارة المكتبات في وزارة الثقافة ومدير المعرض جاسم البوعينين قد أشار في تصريحات صحافية، إلى تنظيم أجنحة المعرض، خلال هذه الدورة، بشكل موضوعي، لتسهيل الوصول إلى الكتب التي يبحث عنها الزوّار، من خلال توزيع الأجنحة حسب الدول المشاركة، ووضع أجنحة كتب الأطفال في مساحة واحدة.
وتتّجه الوزارةُ مستقبلاً لجعل المعرض في دوراته المقبلة مهرجاناً ثقافياً يُقام في مناطق مختلفة من قطر.
من جهة أُخرى، أعلنت إدارة المعرض عن العمل بالإجراءات الاحترازية من وباء كورونا، حيث لا تتجاوز نسبة الحضور ثلاثين في المئة، كما أنّ دخول المعرض يتطلّب تسجيلاً مسبقاً عن طريق رابط إلكتروني، قبل 48 ساعةً، وستقتصر زيارته على المطعّمين ضد فيروس كوفيد 19، بمن في ذلك الأطفال في سن 12 عاماً وما فوق، والذين مضى لهم على أخذ الجرعة الثانية 14 يوماً، أو المتعافون من الإصابة بمدّة لا تقل عن 12 شهراً، فيما سيكون حضور الأطفال لمن هم دون 12 عاماً بنسبة لا تتجاوز 10% من إجمالي الحضور.
ويتضمّن المعرض مجموعةً واسعة من الفعاليات الثقافية، من بينها عمل مسرحي بعنوان "الأصمعي باقوه"، من إخراج سعد البورشيد، وهو عرض درامي مدته ساعة ونصف، تتخلّله لوحات غنائية، تدور أحداثه حول سرقة قصيدة الأصمعي "صوت صفير البلبل".