عرف الأفرو أميركيون والفلسطينيون أجيالًا من المعاناة والقمع، وعلى الرغم من أن كلا التجربتين مختلفتان في طبيعتيهما، إلا أن كفاحهما المشترك ضد العنصرية النظامية عزز التحالف بين الاثنين. ومع الاضطرابات الاجتماعية هذا العام المحيطة بالظلم العنصري في الولايات المتحدة والقصف الأخير لغزة والتهديد الإسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الغربية، يجد الطرفان نفسهما في مساحة مشتركة يتحالفان فيها ربما الآن أكثر من أي وقت مضى.
في هذا السياق، يقيم "متحف الشعب الفلسطيني" في واشنطن معرضاً افتراضياً وحواراً بعنوان "التقاطعات: الفن الفلسطيني والأميركي الأفريقي من أجل العدالة الاجتماعية" عند السابعة من مساء غد السبت، تتحدث خلاله الفنانتان الأميركية الفلسطينية لينا أبو جرادة والأفروأميركية أديولا ديفيز أيلوجا، حيث تتناولان علاقة أعمالهما بالتحرر والمقاومة.
تستخدم الفنانتان مواد مختلطة وزيتاً وأكريليكاً، وغالباً ما تلجأ كل منهما إلى توظيف التراث من رموز وألوان، إلى جانب تصوير الأزياء التقليدية أو الطبيعة الأم، فنجد في أعمال أيلوجا مثلاً استدعاءً للطبيعة في أفريقيا بألوانها وحراراتها وحيواناتها، كما تحضر رموز فلسطينية مثل الكوفية والطبيعة والوجوه.
أبو جرادة التي تميل أيضاً إلى الرسوم التصويرية بخطوط تعبيرية تقترب من أجواء الكاريكاتير السياسي، قدمت رسمة لدى مقتل جورج فلويد تجسد فيها الواقعة ورسمت ثلاثة أشخاص تحت ركبة شرطي بينهم امرأة، وكتبت آنذاك: "لا عجب أن تكون الشرطة الأميركية شديدة الوحشية في أساليبها، عندما قدمت وتلقيت تدريبات من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي ترهب الفلسطينيين كل يوم. كفلسطينيين يجب أن نكون أول من يرفض كل أنواع الاضطهاد".
وأضافت: "أردت أن أسلط الضوء على العنف ضد نساء السكان الأصليين، اللائي لديهن أعلى معدلات وفيات بين الإناث في الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بمواجهات مع الشرطة. كل هذا متجذر في عقلية الاستعمار الاستيطاني وفي الإيمان المنظم بعمق بسيادة عرق على آخر. أرغب في أن ينقل هذا الرسم القوة، وهكذا ترمز القبضة إلى معركتنا من أجل كل شخص فقدنا في هذه الحرب ضد الاضطهاد".